يكاد معظم الأفرقاء يلتقون على فكرة يقاربونها على انها حتمية، هي ان احدا من المرشحين لانتخابات الرئاسة لن يفوز من الدورة الاولى للاقتراع، كأن المقصود أن الانتخابات تواجه هذه المرة تحديا غير مألوف. يجزم بعضهم بان مرشحي الصف الاول لدى اي فريق لن يستحقوا المنصب تحت وطأة الانقسام بين قوى 8 و14 آذار، وان الانتقال الى دورة ثانية من الاقتراع يحتم البحث عن مواصفات مختلفة تماما تقترب من صورة مرشح توافقي.
بذلك تناقض وجهة النظر هذه انتخاب العماد ميشال سليمان عام 2008 رئيسا توافقيا من الدورة الاولى، الذي كرّس اتفاقا مكتوبا على ترشيحه ـــ بل تسميته منتخبا ـــ في اتفاق الدوحة للمرة الاولى في تاريخ الاستحقاقات اللبنانية المتعاقبة، ولم يكن الانقسام بين قوى 8 و14 آذار اقل حدة مما هو اليوم.
في استحقاق 2007 كانت الاسماء المتداولة اكثر وضوحا من اليوم، وادارة ترشيحها اقل اضطرابا وارتباكا، من غير الاختلاف تماما على الطريقة التي اتبعها فريقا 8 و14 آذار في امرار المهلة الدستورية حينذاك، ثم في الاشهر الستة من شغور الرئاسة. سمّت قوى 14 آذار اربعة مرشحين هم النائبان بطرس حرب وروبير غانم، والراحل نسيب لحود، الى الرئيس امين الجميل، الاقل حظوظا بذريعة انه جُرّب، وساوت في منزلة ترشيحهم. قالت إن اختيار احدهم مرشحا وحيدا باسم هذا الفريق مرتبط بالظروف التي يمسي عليها الاستحقاق، عندما يدنو الانتخاب، الا انه يجري بتوافق المرشحين الاربعة.