بعدما عجز عن الوقوف على منصة التتويج منذ 13 عاماً في الدوري الإيطالي، يحتل نادي روما المركز الثاني، ويقترب من التأهل مباشرةً إلى دوري أبطال أوروبا. يعدّ هذا الإنجاز بحد ذاته انتصاراً. فبعد نجاحه، حتى الآن، في المحافظة على وصافة الدوري الإيطالي، بفارق 5 نقاط عن المتصدر يوفنتوس و15 نقطة عن نابولي الثالث، لا يزال روما يتشبث بأمل إحراز اللقب الأول منذ عام 2001.
لا يحمل النادي في جعبته إلا 3 ألقاب في الـ«سيري أ»، أولها يعود إلى عام 1942. بعد انتهاء حقبة اللعب تحت قيادة المدرب فابيو كابيلو (1999-2004) التي شهدت إحراز فريق العاصمة لقبه المحلي الثالث، توالت المواسم الفوضوية.
اليوم يعود إلى سابق عهده. عملياً، هناك أمل بإحرازه البطولة. ينبغي له مواصلة تألقه وانتظار خسارة «السيدة العجوز». وإن كان هذا الشرط صعباً، نظراً إلى قوة الأخير في الدوري، إلا أن التصالح مع حقيقة الاكتفاء بهذا الإنجاز ولو «على مضض»، يبدو مقبولاً. كان قد غاب النادي عن «البطولة الكبرى» لـ3 نسخات. شك كثيرون في أن خسارة الفريق لصدارة الدوري بعد البداية المجنونة التي حققها أولاً ستزيد من رحلة التأهل صعوبة، لكن المدرب الفرنسي رودي غارسيا عاد إلى المرونة التكتيكية وتنوع الحلول التي تميز بها. ورغم دكة احتياط أرهقتها الإصابات، عاد إلى ما كان عليه.
في أول الدوري حقق 10 انتصارات على التوالي، وفي المرحلة الـ33 حقق سبعة توالياً على حساب ضيفه أتالانتا 3-1. جاءت الأهداف عبر البرازيلي رودريغو تادي والصربي آدم لياييتش والعاجي جيرفينيو. سابقاً كانت الأسماء التي حملت اسم الفريق شهيرة أكثر مما هي عليه الآن. وينطبق هذا على إيطاليا بشكل عام. أما في روما تحديداً، لعب الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا والبرازيليان كافو والدايير والألماني رودي فولر وتوماس هاسلر والمحليان ماركو ديلفيكيو وفيتشينزو مونتيلا...
هذا الموسم، يحاول غارسيا بأسماء أقل قوة، باستثناء دانييلي دي روسي و«ملك روما» فرانشيسكو توتي، صنع مجد جديد. الأخير يقترب لتحقيق رقم قياسي يُضاف إلى سجله العامر بالإنجازات الشخصية. أصبح على بعد هدف وحيد ليتساوى مع أسطورة «يوفي» أليساندرو دل بييرو الذي سجل 289 هدفاً مع «يوفي» فريقه السابق. وبالمناسبة، ما يميز فريق روما عن يوفنتوس هو قدرته على المحافظة على «الأساطير» التي رفضت، كرمى لعيون النادي وجماهيره، الانتقال إلى أي فريق آخر، أفضل من الاثنين معاً. نجح روما مع توتي، لكن «يوفي» فشل مع «أليكس» بعد تقديمه 19 عاماً من العطاء والدفاع عن ألوان «السيدة العجوز». في مباراة الـ«جيالوروسي» أمام أتالانتا، لم يتمكن توتي من تسجيل الهدف، في حين نجح جيرفينيو الذي يقدم ولا يزال موسماً كبيراً مع روما. اللاعب الذي وصفه غارسيا بالـ«عملة النادرة»، لم يخيّب ظن مدربه الذي، بعد تجربته معه في ليل الفرنسي، نجح في إخراج أفضل ما لديه. لا يتردد جيرفينيو في أن ينسب الفضل الى مدربه الحالي، عكس ما حصل مع مدربه السابق في أرسنال، الفرنسي أرسين فينغر الذي تركه معظم الأوقات على مقاعد الاحتياط. جيرفينيو يدين لغارسيا، وروما بأجمعها كذلك. تمكنوا بأسماء متواضعة من اجتياز كبار الدوري. قد يكون تفرغ الفريق بالكامل للبطولة المحلية أمراً مهماً يتيح له أن يكون جاهزاً باستمرار، لكن دور المدرب والعمل الذي يقدمه مع اللاعبين جعلاهم يقدمون الكرة الأجمل في إيطاليا.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad