القاهرة | ماذا لو كان منع فيلم «حلاوة روح» لهيفا وهبي (الصورة) قد حصل في عهد الإخوان المسلمين، ورئيس الوزراء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، هشام قنديل، هو من اتخذه أوّل من أمس بدلاً من رئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب؟ كان هذا التعليق هو الأكثر انتشاراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أكد الخبر المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، وقوبل بفرحة عارمة من قبل منتقدي الشريط. هؤلاء دشنوا قبل أيام حملة على تويتر بعنوان «أوقفوا فيلم هيفا»، من دون أن يتنبهوا إلى أنّ قرار المنع غير قانوني ويتخطى اختصاص وزارة الثقافة، علماً بأنّ جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذي سمح بعرض الفيلم قبل أسبوعين تقريباً تابع لهذه الوزارة. ولم يتوقف المعارضون أيضاً عند حقيقة أنّه لو كان نظام الإخوان من منع الفيلم لانحازوا كلهم لهيفا والمخرج سامح عبد العزيز، لكن المفارقة أنّ مرسي الذي عُزل خوفاً على مدنية الدولة لم يمنع أي فيلم خلال 12 شهراً من الحكم.الكل يعلم أنّ «وقف» الشريط وفق ما جاء في البيان الرسمي يعني المنع النهائي. بحسب القرار، الوقف يتبعه عودة الفيلم إلى الرقابة لإعادة النظر فيه، رغم كل التعديلات التي سبق أن أجراها مقص الرقيب على الفيلم الذي عرض تحت لافتة للكبار فقط (الأخبار 10/4/2014 ــ 14/4/2014). وبالتالي، فإنّ عودة «حلاوة روح» إلى الرقابة تعني أنّ لا فرصة لعرضه مجدداً، وأنّه دخل التاريخ باعتباره الأوّل الذي يُمنع عرضه في المحروسة بقرار حكومي منذ ثلاثة عقود على الأقل.

القرار سبب صدمة للمنتج محمد السبكي الذي كان يحاول جاهداً الصمود أمام تراجع إيرادات العمل، فيما أجمع النقاد والسينمائيون على أنّ الحلّ هو ابتعاد الجمهور عن الأفلام السيئة وليس منعها بهذه الطريقة، وفق ما قال الناقد طارق الشناوي لـ«الأخبار». وحذّر الأخير من تكرار الأمر مع أفلام أخرى قد تُلبسها الحكومة أيضاً رداء «الخطر الأخلاقي» الفضفاض. وفيما التزم رئيس الرقابة، أحمد عواض، الصمت، سُرّبت معلومات حول وقوف زوج هيفا السابق، أحمد أبو هشيمة، وراء منع «حلاوة روح» في قطر ومصر، إضافة إلى تدخل فنانة مصرية على خلاف دائم مع هيفا. هذا فضلاً عن بيانات الاستنكار التي أصدرتها جهات عدة مهتمة بشؤون الطفل في مصر. هنا، يمكن استبعاد أن يكون مجلس الوزراء متفرغاً لهذه الأمور، في ظل الظروف التي تعيشها مصر اليوم. حتى إنّ البعض اعتبر أنّ القرار صدر لتحويل أنظار الشارع عن الجدل المستمر حول الإجراءات الانتخابية التي ستفرز اسم الرئيس المقبل.
من جهتها، اكتفت هيفا (كالعادة) بالصمت، معتمدة على نشاط محبيها عبر تويتر الذين أطلقوا هاشتاغ «#مصريون_ضد_وقف_حلاوة_روح»، ليطالبها آخرون بالارتحال إلى هوليوود للابتعاد نهائياً عن مقص الرقيب.