«اليوم ودائماً، أتلتيكو مدريد»، تلك كانت اللافتة العملاقة التي رفعتها جماهير «الروخيبلانكوس» على مدرجات ملعب «فيسنتي كالديرون» ليلة أمس. اللافتة كانت معبّرة للغاية وتحكي الكثير عن عشق هذا الجمهور لفريقه الذي رفع الرأس هذا الموسم. جمهور رائع استقبل لاعبيه بلوحة فسيفسائية حمراء صفق لها كل من تابع اللقاء، أما الحناجر فكانت تصدح بصوت واحد، اهتزت له كل الأرجاء: «هيا، أتلتيكو مدريد».
دييغو سيميوني وجوزيه مورينيو يتعانقان. بدا لوهلة أن الأرجنتيني والبرتغالي صديقان منذ الشباب، وها هما يلتقيان بعد طول غياب. أما تلك الصبية المدريدية فلم تصدق نفسها عند نزول الإسباني فرناندو توريس، لا يزال «ال نينيو» في القلب رغم مغادرته صفوف فريقها إلى خصم هذا المساء، هكذا كانت تشي تعابير وجهها، أما حلمها في هذه الليلة فكان، فقط، أن تحصل على قميص نجمها المفضل، هكذا أخبرتنا اللافتة التي في يدها والتي جابت العالم وكبرى صحفه في الأثناء.
طغى التكتيك والمجهود البدني على جمالية الأداء وإبداعات اللاعبين

المشهدية التي رسمها جمهور اتلتيكو على مدرجات الـ«كالديرون» كانت أكثر حضوراً وجمالاً وترسخاً في الأذهان مما قدمه اللاعبون على العشب الأخضر في الشوط الأول. شوط بدا تكتيكياً بامتياز، وهذا ما كان واضحاً منذ الكشف عن التشكيلة، إذ إن تركيز مورينيو كان منصباً على التأمين الدفاعي وبدا ذلك واضحاً من خلال شاغلي خط وسط تشلسي ذوي النزعة الدفاعية مع غياب النجم البلجيكي ايدين هازار للإصابة واحتفاظه بالبرازيلي أوسكار والألماني اندري شورلي على مقاعد البدلاء، وهذا ما ترجمه هؤلاء على الميدان من خلال الضغط العالي على لاعبي أتلتيكو واقفال المنافذ امامهم. أبرز ما شهده الشوط الأول تلخّص في لقطتين: تبديل الحارس التشيكي بيتر تشيك بالأوسترالي مارك شفارزير للاصابة (15)، وتسديدة صاروخية من ماريو سواريز مرت بمحاذاة القائم الأيسر (34)، أما «أمل المدريديين»، النجم دييغو كوستا، فكان الحاضر الغائب.
الاحوال لم تتبدل في الشوط الثاني: فرص قليلة والتحامات زائدة وتوتر واضح عكسته الدقيقتين 49 و75 من خلال التدافع بين اللاعبين بعد خطأ في الأولى من البرازيلي دييغو على مواطنه ديفيد لويز وفي الثانية من فرانك لامبارد على كوستا. يمكن القول إن أسلوب «البلوز» الدفاعي هو ما قتل متعة المباراة حيث طغى عليها المجهود البدني وسط غياب للتشويق وجمالية الأداء وإبداعات نجوم الفريقين التي كان ينتظرها المتابعون.
المحصلة إذاً: تعادل سلبي وموقعة سلبية ككل. جمهور أتلتيكو مدريد الجميل خرج الخاسر الأكبر. وحدها تلك الصبية المدريدية كانت على حق، حضرت فقط بحثاً عن قميص توريس، عسى أن تكون قد فازت به!




شفارزير والدقيقة 18

بات الحارس الاحتياطي لتشلسي الأوسترالي مارك شفارزير، الذي دخل بديلاً للتشيكي بيتر تشيك بسبب الإصابة بعد تدخله لإبعاد ركلة ركنية خطيرة لكوكي في الدقيقة 18، أكبر لاعب في دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بسن 41 عاماً و6 أشهر و16 يوماً.