أمضى رتل عسكري تركي، أمس، ساعات عدّة في ضيافة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وفي التفاصيل أنّ هذا الرتل دخل الأراضي السورية عبر معبر سروج الحدودي في مدينة عين العرب قاصداً التوجه نحو ضريح سليمان شاه في قره كوزاك، على بعد 25 كلم من الحدود. وأفاد ناشط كردي لـ«الأخبار» بأن «الرتل دخل المدينة في حدود الخامسة فجر الأربعاء، ورافقته قوات «الأسايش» حتى خروجه من مناطق السيطرة الكردية».
ولاحقاً حاصرت قوة مسلحة تابعة لتنظيم «داعش» الرتل عند مفرق «خروس» على مسافة أربعة كيلومترات من الضريح المحاط بمناطق يسيطر عليها التنظيم المتطرف. واستمرت محاصرة الرتل ساعات عدة، قبل أن يتم اقتياده إلى مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة «داعش»، حيث أمضى قرابة ثلاث ساعات. وفي حدود الثامنة والنصف ليلاً، قام عناصر «داعش» بمرافقته في اتجاه قره قوزاك من جديد. وأكدت مصادر كردية أن «مرور القوات التركية بمدينة كوباني (عين العرب) جاء بموجب اتفاق سابق مع الحكومة التركية»، فيما قال مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إن «الإخوة المجاهدين أخلوا الرتل بعد التيقن من حقيقة أهدافه». وأضاف أنّ «مرافقة الرتل من جديد نحو الضريح جاءت بغرض منع الاعتداء عليه من قبل أي جهة، وخلق فتنة بين الدولة والأتراك»، موضحاً أن «لا مصلحة لدى الدولة بفتح جبهة مع الأتراك في الوقت الراهن، ما لم يبادروا إلى الاعتداء». ويتألف الرتل من 12 عربة مدرعة وعدد من الشاحنات المغلقة تُقل قرابة 300 جندي تركي.
في المقابل، نفى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، هذه الأنباء، بينما أكد قائد القوات البرية التركية، خلوصي آقار، أنّ «القافلة هي لتعزيز قوات الحماية هناك، مع استبدال الحراسات السابقة، بأخرى جديدة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «روتيني ومخطط له من قبل، وليس هناك أي طارئ».