على عادتهم في كل مرة، يهبّ الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي للتصدي لأي استحقاق، فكيف إذا كان متعلقاً بالحريات الإعلامية وسوق صحافيين الى المحكمة؟ وليس أي محكمة وأي صلاحيات تتمتع بها. طوال نهار أمس، كان هاشتاغ «#تضامناً_مع_كرمى_خياط_وابراهيم_الأمين» الأكثر تداولاً على موقع تويتر. حملة التضامن هذه أعرب فيها المغرّدون عن سخطهم على قرار المحكمة الدولية باستدعاء رئيس تحرير صحيفة «الأخبار» ابراهيم الأمين ونائبة مديرة الأخبار في قناة «الجديد» كرمى خياط إلى المثول أمامها بتهمة «تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة».
صور كاريكاتورية عدة انتشرت خلال الحملة سخرت من المحكمة. إحدى الصور حملت كلمة لبنان مثقلة بأصفاد السجون، وفوقها تدلى قلم على هيئة شخص معلّق بمشنقة للدلالة على كمّ الأفواه وكتم الحريات الإعلامية. السخرية طالت أيضاً النائب سعد الحريري الذي رُكِّبت له صورة وهو يقول «هيدي المحكمة بلشت تخبص هلأ بيطلعنا طوني خليفة بينشرنا أكثر مانا منشورين وغادة عيد تبع الفساد يا ويلي أكلناها». طبعاً، استدعى بعض الساخرين جملة الوزير السابق وئام وهاب الشهيرة: «المحكمة الدولية وصرمايتي سوا»، فأعيد إحياء العبارة ومعها تصاميم مختلفة للأحذية التي رافقتها. ووُصف أعضاء المحكمة الدولية بمجموعة «خراف بيضاء» للدلالة على سلب قرارهم وانسياقهم التام لقرار هذه المحكمة.
كرمى خياط كان لها حضورها في التغريد. كتبت: «نواجه خطراً حقيقياً يتمثل في كمّ الأفواه والتهديد بإغلاق مؤسسات إعلامية رائدة من قبل المحكمة الدولية... سنواجه كما اعتدنا. متمسكون بحقنا وحريتنا». كذلك، كان لطاقم «الجديد» تغريداته التضامنية والمستهجنة لهذا القرار؛ منها تغريدة مديرة الإنتاج في القناة ندى حلاوي التي استغربت القرار وأوردت: «المحكمة الدولية فاضية لدرجة إنّو نسيوا اغتيال الحريري ولحقوا الإعلام»، فيما غرّد المدرب في الصحافة الاستقصائية داوود ابراهيم: «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتهم تلفزيون «الجديد» وصحيفة «الأخبار» بعرقلة التحقيق ولم تتهم شهود الزور ممن ضللوا التحقيق سابقاً». الموقع الأزرق كانت له حصته من الحملات المتضامنة. تحت الهاشتاغ نفسه، أكّد المتضامنون على أهمية القلم الصحافي الذي عرّى المحكمة، وبأس الصحافيين المستدعيين في مواجهتهما قراراً مماثلاً وعدم المهادنة والمضيّ حتى النهاية. سابقة قانونية بلا شكّ، تشكّل خطراً على الحريات الإعلامية في لبنان وتهدّد أي صحافة في رحلة بحثها عن الحقيقة!


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab