بغداد | على الرغم من إصرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على عدم دقة كل ما يذكر من أرقام وبيانات عن نتائج عملية الاقتراع الأخيرة، مشيراً الى أنها ستعلن النتائج النهائية بعد عشرين يوماً، إلا أن التقارب بين التسريبات الواردة من موظفين صغار في المفوضية العليا للانتخابات والماكينات الانتخابية للكتل السياسية المراقبة لعمليات العد والفرز الأولية، فتحت شهية الجميع لسماع النتائج التقريبية أو التخمينية.
وبعدما بينت النتائج الأولية المعتمدة على العد والفرز الذي انتهى بعد ساعتين من انتهاء عملية التصويت تقدماً كبيراً لائتلاف نوري المالكي على بقية الكيانات، تؤكد الماكينات الانتخابية ونتائج الفرز المركزي الجاري حالياً في عموم محافظات العراق الأمر ذاته.
وتشير التسريبات الى إمكان حصول ائتلاف المالكي على ما لا يقل عن 83 مقعداً من أصل 328 (المجموع الكلي للبرلمان)، في حين تتوقع الماكينات الانتخابية لائتلافي الصدر والحكيم حصول كل منهما على نحو 30 مقعداً، وهو رقم يشكل تراجعاً للتيار الصدري الذي كان يشغل 40 مقعداً في البرلمان المنتهية دورته، فيما يشكل هذا الرقم تقدماً لائتلاف الحكيم الذي كان يشغل 16 مقعداً.
قائمة «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي، الذي توقع خسارته في الأنبار بسبب أوضاعها الأمنية وصعوبة خوض الدعاية الانتخابية هناك، يتوقع الآن حصوله على ما لا يقل عن 30 مقعداً في عموم العراق، بعد حصده 15 مقعداً من أصل 34 مخصصة لمحافظة الموصل، بينما أعلن أبرز منافسيه صالح المطلك، الذي يقود ائتلاف «العربية»، حصده معظم مقاعد محافظتي صلاح الدين والأنبار، وتفوقه على «متحدون» في أجزاء من العاصمة بغداد، لكنه لم يتوقع أية مقاعد. وتشير التسريبات الى عدم تمكن قائمة المطلك من الحصول على أكثر من 14 مقعداً.
الأمر نفسه ينطبق على ائتلاف رئيس الوزراء الأسبق، زعيم القائمة العراقية المتفككة أياد علاوي، بعدما خسر جمهوره العلماني لصالح التحالف المدني الديموقراطي، وهو تجمع ليبرالي علماني يظهر لأول مرة في الساحة العراقية ويتوقع أن يحصل على 6 مقاعد. وبينما أعرب أياد علاوي عن اتفاقه مع أسامة النجيفي لمنع تولي المالكي ولاية ثالثة، أشارت التسريبات من موظفين في مفوضية الانتخابات الى خسارة قاسية قد يتلقاها علاوي في هذه الانتخابات بحصوله على 10 مقاعد في أفضل الأحوال.