الصراع بين السعودية وقطر على النفوذ في المنطقة ليس أمراً مستجداً، والخلاف الذي انفجر قبل نحو شهر ليس الوحيد في تاريخ العلاقات بين الجارتين.ففي غمرة الخلاف المستعر بين الرياض والدوحة، نشر ناشطون من المملكة تسجيلاً صوتياً لأمير قطر السابق حمد بن خليفة بعنوان: «تسجيلات سرية تكشف تآمر حمد بن خليفة على السعودية». ويهاجم بن خليفة في التسجيل المملكة بشكلٍ غير مسبوق. ويبدو من الأحداث التي يتطرّق إليها بن خليفة أن التسجيل يعود الى عام 2008.
ويرصد التسجيل حديثاً للأمير مع العقيد الليبي معمر القذافي ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم وآخرين. ويقول بن خليفة عن آل سعود: «تلك العائلة، إذا أعطانا الله عمراً، بعد 12 سنة لن تكون موجودة، وتذكروا كلامي هذا».
ووصف نظام الحكم في المملكة بأنه «نظام فاسد أذلّ مكة والمدينة»، معتبراً أن من المستحيل أن تصمد الأسرة الحاكمة في ظلّ الضغوط الداخلية، إذ إن الغضب علىها ينتشر في أرجاء المملكة «من المنطقة الشرقية إلى جيزان وعسير وحائل وفي الحجاز كله»، ملمّحاً الى دعم قطر للمعارض السعودي سعد الفقيه عبر جعل الإعلام المدعوم قطرياً منبراً له.

وقال: «عبدالله هذا مسكين، والذي يدير عبدالله هو سعود الفيصل». وينتقل حمد إلى المقارنة بين المملكة وبلاده قائلاً: «السعودية وهابية وقطر وهابية، لكن المرأة في قطر لها حق الانتخاب كما أن الإعلام القطري حر». ويضيف: «جدنا (محمد بن عبد الوهاب) خبيث، فهو أعطى ابن سعود الزكاة لأنه يعرف أنه يحب الفلوس».
المكالمة الهاتفية جرت بين الأمير السابق ومعمر القذافي
في 2008

وتطرق إلى القمة العربية التي عقدت في دمشق عام 2008، مشيراً الى أن «مصر والأردن دولتان بلا كرامة لكونهما تنسقان مع السعودية». ثم يتابع موجهاً كلامه للقذافي: «السعودية ومصر هما الدولتان اللتان أحلّتا الخزي بالعرب». ويُسمع في التسجيل كلامٌ لبن جاسم ولحمد بن خليفة عن «رفضهم التصالح» مع الأسرة الحاكمة في السعودية، فيما رأى الأمير أن «غطرسة السعوديين لا تسمح لأحد بأن يتفاهم معهم».وينتقد الأمير حمد المملكة قائلاً: «لولا ارتفاع أسعار النفط الذي حصل في السبع سنوات الماضية، أقسم بالله إنه ما كان ليكون هناك شيء اسمه سعودية أصلاً!».
ويقول حمد في الدقائق الأخيرة من التسجيل: «نحن نسجل ما فعله السعوديون ضدنا، وعندنا نفس طويل. فعندما نبدأ أيّ عملية اشتباك معهم، سنقول لهم أنتم بدأتم، وهذه تسجيلات ضدكم». ويؤكد أنه سيستمر في مواجهة آل سعود بعكس والده «الذي كان يهادنهم»، لأن «السعوديين أذلّونا، وتاريخ العرب يُظهر أنهم يطعنون من الخلف دائماً!». كذلك مرّ بن خليفة على قضايا أخرى، كالملف الإماراتي والسوداني، معتبراً أن علاقات الدول مع السعودية «ترجعهم الى الوراء»، كما حصل في السودان، فيما «كانت قطر تدعم جبهة الإنقاذ الإسلامية منذ 1990».
الصراع بين الدولتين الخليجيتين خفت الى حدٍّ كبير في السنوات الماضية، حين توافق النظامان ظاهرياً على ملفات المنطقة مع بداية «الربيع العربي»، قبل أن يطفو مجدداً على السطح قبل فترة قصيرة على خلفية الأحداث في مصر على وجه التحديد. وفي ظل الخلاف الذي لم تنته تداعياته بعد، ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي التقرير الذي رفعته اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض حول الخلافات مع قطر. وقد دعا الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني إلى «أهمية مواصلة اللجنة أعمالها للحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس».
(الأخبار)