لم يؤثّر الاستحقاق الرئاسي في سوريا أمس في سير العمليات العسكرية التي شنّها الجيش السوري في مختلف المحافظات. مشاركة عناصر وحدات الجيش السوري والشرطة في اليوم الانتخابي بموجب الدستور، على عكس الانتخابات التشريعية والبلدية، لم تحل دون مواصلة المعارك ضد الجماعات المسلحة، وبالأخص تلك التي جعلت من المناطق الخاضعة لسيطرتها منصات لاستهداف مراكز الاقتراع التي لم يصب أي منها.
ولم يقتصر دور الجيش على استهداف الجماعات المسلحة فقط، بل حقّقت وحداته تقدّماً ميدانياً، إذ تمّ تحرير خمس قرى في منطقة جبل عزان الذي يشرف على طريقي دمشق ــ إدلب ــ حلب وطريق حلب ــ خناصر ـــ حماه البديل. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «وحدات الجيش أحكمت سيطرتها على خمس قرى جنوبي حلب وتقدمت في جبل عزان لتحرير موقع كتيبة الدفاع الجوي الاستراتيجي». وكان الجيش قد سيطر قبل أيام على نحو 10 قرى ومزارع وتلال في الريف الجنوبي لحلب. وبذلك يكون الجيش قد تمكّن من تعزيز خطوط الإمداد العسكري لقواته في الأحياء الغربية لحلب. فالتقدم في الريف الجنوبي يحصّن طريق السفيرة (حلب ــ خناصر ــ حماه) التي فتحت قبل 6 أشهر، ويسمح بفتح طريق إضافي بين السفيرة (جنوبي شرقي المدينة) والأحياء الغربية لحلب.
وفي حمص، اندلعت اشتباكات بين الجيش والمسلحين في أم شرشوح في الريف الشمالي للمحافظة، حيث قتل عدد من عناصر «جبهة النصرة».
عل صعيد آخر، أدرجت تركيا أمس تنظيم «جبهة النصرة» على لائحتها للمنظمات الإرهابية التي تفرض عليها عقوبات مالية. في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن عدد الفرنسيين أو المواطنين المقيمين في فرنسا المتورطين في النزاع في سوريا بلغ 800، مؤكداً أن فرنسا «لم تواجه يوماً مثل هذا التحدي». وقال فالس إن هناك «بالتأكيد في فرنسا إرهابيين محتملين يمكن مقارنتهم بمحمد مراح، منفذ أعمال قتل في 2012 في جنوب غرب فرنسا، أو مهدي نموش الذي أمضى فترة في سوريا والذي يشتبه في ضلوعه في إطلاق النار في المتحف اليهودي في بروكسل».
(الأخبار)