الكويت تغرّد خارج السرب الخليجي الذي دأب على مغازلة «داعش» العراق، وعدّها إعلامه الرسمي «ثورة حقيقية ضد الظلم الواقع على السنّة» في العراق (الأخبار 19/6/2014). «التتار»، و«دواعش العصر الحديث»، من المسميات التي اعتمدها أخيراً برنامج «الكويت والناس» للإعلامي الكويتي محمد الملا.

في حلقة أول من أمس الأربعاء، عرض الملا مقاطع ومقابلات مصورة عن «داعش» في برنامجه (من السبت إلى الأربعاء) على تلفزيون «الشاهد» الذي يرصد أهم الأحداث المحلية في المنطقة الخليجية. هذه السابقة الخليجية دفعت ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تداول مقطع فيديو من برنامج الملا حيث عرض منشوراً لمسلّحي «داعش» يطالبون فيه أهالي الموصل بتقديم الفتيات غير المتزوجات للمشاركة في جهاد النكاح.
بدأ الملا بقراءة بيان «داعش» على الشاشة بصوت جهوري ساخر: «نطالب أهالي هذه الولاية بتقديم النساء غير المتزوجات ليقمن بدورهن في جهاد النكاح لأخوانهم المجاهدين في المدينة، ومن يتخلف فسنقيم عليه الشريعة وتطبيق قوانين الشريعة». الإعلامي الكويتي قدم للتنظيم المسلح الـ«المش عاوز فلوس» على حد تعبيره، ورفع بيان التنظيم أمام الشاشة. علماً أنّه كان قد رفض التعليق على تقرير عُرض في برنامجه الخاص عن جهاد النكاح في سوريا، وكان تلفزيون ألماني قد عرض أجزاءً منه قبل أشهر لفتيات تعرضن للاغتصاب أو شاركن في هذا النوع من جهاد الحركات المتشددة.
إلا أنّه يبدو أنّ الأمور تغيرت الآن، وخصوصاً أنّ الملا عرض فقرة حول مبايعة «داعش» الكويت لزعماء التنظيم في العراق، حين ظهر أحدهم رافعاً لافتة كتب عليها مبايعته لأبو بكر البغدادي وانتظار دولة الإسلام المزعومة في الكويت قريباً.
بعدها عرض مشهداً لـ«خوارج العصر» في العراق وهم ينحرون أحد الأسرى، قبل أن يطالب الإعلامي بالتصدي للدواعش والإخونجية في الكويت، ومحرضاً النظام على إنشاء السور الخامس لحماية الدستور والحريات العامة ولمواجهة هجوم تتار العصر، ما جعل مغرّدي الكويت يطلقون هاشتاغ بعنوان «داعش على حدود الكويت»، هاجموا فيها دعم نظام بلادهم للمعارضة السورية، متمثلةً في «الجيش الحر»، فيما سخر أحدهم من محاولة لاختطاف الممثل الكويتي المعروف عبد الحسين عبد الرضا من قبل منظمة «عبرت الشط»، متداولين مقطع له يسخر مما تفعله «داعش» بأسراها، فيما كتب أحدهم، متسائلاً: «الحين ادرس حق امتحاني بأجر، ولا ادرس خطة دفاع ضدهم؟».