بعدما أسدلت كأس العالم ستائرها وانتهت بتتويج ألمانيا بطلةً للعالم، أسدل عدد من اللاعبين الستارة على مسيرتهم الدولية. في عام 2011 قال النجم البرازيلي رونالدو بعد الاعتزال وهو يبكي: «جسدي يؤلمني، ذهني يريد مواصلة اللعب، لكن جسدي يقول لا. أفكر بحركة ما لكنني لا أتمكن من تنفيذها، بعد مشوار رائع حان وقت الاعتزال». كانت كلمات ودموع رونالدو الأصدق تعبيراً عن شدة حبه لهذه اللعبة. يومها لم يلق أحد من اللاعبين مثلما لقي رونالدو من دعم ومديح على مسيرته الحافلة بالإنجازات.

يحصل هذا مع لاعبين قليلين جداً حين يشكره الصديق والخصم على ما أضافه من جمال إلى الكرة. لطالما عرفت البرازيل بمهاجميها. رحل الكثيرون وجاء بدلاؤهم، مهاجمون قريبون من مستواهم، وفجأةً ظهر فريد. بعد انتهاء المونديال، أعلن الأخير اعتزاله اللعب الدولي، وكما هو متوقع، لا حاجة إلى الحزن عليه، إذ إنه لم يقدم يوماً شيئاً يذكر، بل على العكس تماماً فرح البرايليون برحيله، وكثرت السخرية عليه، وعلى المدرب لويز فيليب سكولاري الذي استدعى لاعباً للركض فقط.
في المقابل، كان المتنخب الألماني الأبرز حضوراً بمهاجمه ميروسلاف كلوزه (36 عاماً). ختم الأخير مسيرته الدولية بأفضل ما يتمنى أي لاعب. فاز باللقب العالمي وحقق رقماً قياسياً بعدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم، بلغ ١٦ هدفاً. وعلى الأرجح لا يبدو أحد قريبا من كسره إلا مواطنه توماس مولر، لكن سيبقى على الأقل أربع سنوات متصدرا تاريخ البطولة. ثاني أكثر اللاعبين تمثيلا للمنتخب الألماني بعد لوثار ماتيوس، لاعب مثابر يقدم مع تقدمه في السن كرة قدم ممتازة، كما قال عنه رونالدو. رونالدو الذي كسر كلوزه رقمه أمام البرازيل، وأمام عينيه كان إيجابياً جداً في تعليقه، على عكس المشجعين البرازيليين. لم يتطرق رونالدو الى موهبته أمام كلوزه. طبعاً لا مجال للمقارنة، لكن كلوزه فعلها، لا يهم أمام من ومتى حصد أكثر أهدافه. المهم أن المهاجم الأول للـ «مانشافت» بات سيد هدافي كأس العالم.

اعتزال كلوزه
ودروغبا واستمرار
بيرلو وفورلان

النجم الآخر الذي اعتزل هو مهاجم ساحل العاج ديدييه دروغبا. لا شك أنه لاعب كبير، لكن المحافل الدولية لن تفتقده. فالنجاحات الكبيرة التي حققها كانت على صعيد الأندية والجوائز الفردية، إلا انه فشل مع منتخبه في الوصول إلى أي لقب عالمي.
ويبرز من المهاجمين المعتزلين الإسباني دافيد فيا، الذي انتهت مسيرته في إسبانيا نهائياً بعدما انتقل من أتلتيكو مدريد إلى نيويورك سيتي الاميركي. وكان فيا من أبرز المساهمين في رفع اللقب العالمي الذي توج به الماتادور في مونديال ٢٠١٠، لكن الخروج من الباب الضيق في هذا المونديال كان كافياً لتنهمر دموع انتهى معها جيل ذهبي.
أما في انكلترا، فكان من المتوقع أن يعلن لاعبا وسط انكلترا ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد اعتزالهما اللعب الدولي، وخصوصاً بعد خروجهما من الدور الأول للبطولة، لكن الأول كان له رأي آخر عكس صديقه الذي قرر ترك المساحة أمام مجموعة من اللاعبين الشباب. بينما رأى جيرارد «المحطم» بعدما كان سبباً في خسارة منتخب بلاده أمام الأوروغواي، حيث أعاد الكرة على نحو خاطئ إلى لويس سواريز أنه لن يعتزل. وهو ينوي تحقيق لقب وحيد مع «الأسود الثلاثة»، ويأمل أن يكون ذلك في كأس أوروبا 2016.
وعلى صعيد الحراس، اعترف حارس المنتخب البرازيلي جوليو سيزار بأنه بات الآن زمن الحراس الآخرين، ولن يكمل مسيرةً مخيبة مع المنتخب.
يمكن القول إن أكثر اللاعبين الذين يثيرون المفاجأت، الإيطالي أندريا بيرلو والأوروغواياني دييغو فورلان، اللذان بلغا 35 عاماً، وواللذان يصران على مواصلة اللعب مع المنتخب، ويؤكدان أنهما لا يزالان جاهزين بدنياً!
لا شك أن رحيل بعض اللاعبين سيكون محزناً، لكن، في المهرجانات المقبلة، سيأتي نجوم جدد. هناك دائماً المزيد منهم.