شمعون شيفر كما حدث في معارك وحروب سابقة، من شأن هذه الحرب أن تكرر المشهد: المعركة أمام حماس ستنتهي بشعور من تفويت الفرصة، وأن المهمة والأهداف المرجوة من عملية «الجرف الصامد» لم تستكمل. قالوا لنا إن المجلس الوزاري المصغر صدّق على عملية محددة وعلى مراحل وبشكل تنفذ تدريجاً، وفي الأمس تبين لنا أن المسألة برمتها تدريجية بالفعل، لكن نزولاً لا صعوداً.

يواصل العدو الذي يقف أمامنا إطلاق الصواريخ، ويظهر مبادرة وتصميم يغلي الدم في عروقنا. حماس تبادر. حماس، هكذا يبدو، تقرر متى توقف إطلاق النار، وهذا ما لا ينبغي أن يكون. ونتيجة لعدم تحقيق الأهداف، وغياب الآلية للإشراف على نزع السلاح من قطاع غزة، فإن بذور الحرب المقبلة ستنمو وتزهر في وقت قريب جداً.
ينبغي لنا ألّا نخطى بالتقدير، إذ إن المجتمع الدولي الذي يقوده رئيس الولايات المتحدة الأميركية (باراك أوباما)، سيفرض على إسرائيل، بعد وقت قصير، وقفاً لإطلاق النار، وهذا سيحدث خلال أيام لا أسابيع، وهذه هي المدة التي بقيت للجيش الإسرائيلي للقضاء على حماستان في القطاع.

نتنياهو سيجد الطريق المناسب لبيع الإسرائيليين ما أنجزه في «الجرف الصامد»

يمكن الافتراض أن نتنياهو سيجد الطريق المناسب كي يبيع الإسرائيليين ما أنجزه في عملية الجرف الصامد، والمتحدثون باسمه سيؤكدون تدمير غالبية الأنفاق، وأن الجيش أضعف القوة الصاروخية لدى حماس والجهاد الإسلامي، ومن شبه المؤكد أن نتنياهو سينجح في «أكل الكعكة وإبقائها كاملة»: فقد رد بإيجابية على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار، وأبقى الحكومة متماسكة، وتبجح بإدارة موزونة للعملية العسكرية والمحافظة على الدعم الدولي.
بعد أن يتحقق الهدوء المرجو، ليس فقط قيادة حماس ستخرج من الأنفاق والحفر، وستكون مطالبة بمواجهة الدمار والخراب الذي حل بالقطاع، بل أيضاً قيادتنا المسؤولة عن حياتنا هنا، إذ سيطلب منها مواجهة الأسئلة القاسية جداً. لا عبر سلسلة من البيانات المسجلة لوسائل الإعلام، بل كما حصل في السابق بعد الحروب في إسرائيل، من خلال لجان التحقيق الرسمية.
إن أمة مستعدة للتضحية بأبنائها تتطلع إلى لجنة تحقيق. وعلى القيادة أن تقنع أعضاءها بأن التعليمات والقرارات التي اتخذت كانت صحيحة ومعقولة.
ومن الأسئلة التي ستطرح: هل علم أصحاب القرار شيئاً عن الأنفاق المفخخة؟ ما هي انعكاسات تحرير المخربين مقابل غلعاد شاليط؟ وكيف جرت عملية اتخاذ القرارات في الوزاري المصغر؟ والأخطر من كل ذلك، هل قام أصحاب القرار بمناقشة خطة خروج من غزة؟
(يديعوت أحرونوت)