الحسكة | يستمر مسلسل تفجير العبوات الناسفة في مدينة الحسكة، ليضرب هدوء المدينة النسبي قياساً بمدن شرق سوريا. تزامن ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية ومسلحي «الدولة الاسلامية» في ريف المحافظة. وانفجرت عبوة ناسفة بالقرب من محل للمشروبات الروحية في شارع سينما القاهرة وسط المدينة أمس، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 4 آخرين مع أضرار مادية كبيرة، لتكون العبوة الناسفة الثامنة التي تنفجر في أقل من أسبوع في مدينة لم تعتد التفجيرات، باستثناء انفجار سيارة مفخخة عند دوار سوق الهال قبل أكثر من شهر.
مصدر في قيادة شرطة الحسكة قال لـ«الأخبار» إنّ «هذه التفجيرات تستهدف هدوء مدينة الحسكة»، وترمي الى «ترويع المدنيين الآمنين وزعزعة أمنهم واستقرارهم». ولفت إلى أنّ «من يقوم بالتفجير عاجز عن المواجهة». وكانت قوات «الدفاع الوطني» قد نفذت أول من أمس حملة اعتقالات في حي النشوة الغربية بالمدينة، اعتقلت فيها عشرة أشخاص. مصادر في «الدفاع الوطني» أفادت «الأخبار» بأن «المعتقلين ينتسبون الى تيارات أصولية وكانوا يمثلون خطراً على أمن المدينة».
وفي سياق آخر، دارت اشتباكات بين «مهربي سلاح» وعناصر من حرس الحدود التركي في قرية علوك في ريف رأس العين الشرقي فجر أمس. وأفادت مصادر محلية «الأخبار» أنّ عناصر حرس الحدود استهدفوا المهربين في القرية بنيران رشاشاتهم، وتدخلت «وحدات حماية الشعب» لتأمين انسحابهم، مؤكدة أنّ العملية كانت تستهدف نقل سلاح إلى مدينة جيلان بينار التركية، ومنها إلى مدينة عين العرب (كوباني) التي يحاصرها مقاتلو «الدولة الاسلامية» في ريف حلب الشمالي.
وكان الموقع الرسمي لقيادة أركان الجيش التركي قد أعلن في بيان له «مقتل عنصرين من عناصر حرس الحدود في اشتباكات مع مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود السورية»، فيما نفى الحزب في بيان له حصول أي اشتباكات، مشيراً إلى «انه حزب سياسي ولا يملك أي قوة عسكرية». مصدر في «وحدات الحماية» نفى لـ«الأخبار» أيضاً «التدخل في الاشتباك»، لافتاً إلى «أنّ الاشتباك دار بين مهربين والجندرمة التركية».
من جهته، أعرب «الائتلاف» السوري المعارض عن «استعداده للتعاون الكامل مع الجهات المعنية لإلقاء القبض على مستهدفي الجنود الأتراك».
في سياق آخر، صدّ عناصر «الوحدات» هجوماً لعناصر «الدولة الاسلامية» على قريتي تل معروف ومحمد ذياب في ريف القامشلي دون معلومات عن خسائر، فيما شهدت جبهتا رأس العين وتل تمر هدوءاً حذراً. ونفى الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب»، ريدور خليل، انسحاب «مقاتلي الوحدات من قرية الأغيبش في ريف تل تمر الغربي»، مؤكداً «جاهزية عناصر الوحدات في صد أي هجوم».
إلى ذلك، من المقرّر أن ينسحب اليوم عناصر «وحدات الحماية» من مبان حكومية في مدينة الحسكة (المياه والإكثار والبذار والري) كانوا قد سيطروا عليها بعد اشتباكات مع عناصر «الدفاع الوطني» منذ ثلاثة أشهر، سقط خلالها 20 ضحية منهم 11 مدنياً، وذلك تطبيقاً لاتفاق عُقد مع جهات شعبية ورسمية.