الفراغ بسبب الموارنة
الموارنة من رؤساء جمهوية ووزراء ونواب وأجزاب وسياسيين ومعهم بعض الإعلاميين وبعض العسكر الذين تقاعدوا والتحقوا برؤساء الأحزاب والسياسيين بالإضافة إلى بعض رجال الدين وجميع الموارنة الذين شغلوا مراكز مسؤولية من منتصف القرن الماضي إلى اليوم، يتحملون مسؤولية الشغور في رئاسة الجمهورية حتى يثبت العكس.

أيها السادة وأصحاب الفخامة والسيادة والسعادة والمعالي وأيضاً السيدات. إن رحلة الوصول إلى تحقيق الفراغ في رأس الدولة بدأت من مؤامرة اسمها مؤتمر الطائف المشؤوم، وذلك بفضل انهزامية الموارنة الذين أطلقوا رصاصات الاستسلام لبيع مركز رئاسة الجمهورية بحفنة من الذهب الأسود الذي يشبه افكار معظم الذين حضروا التآمر في الطائف، فيا من وقعتم في الطائف: إذا كنتم على علم بنتائج عملكم على الموارنة فتلك خيانة، أما إذا كنتم لا تعلمون فهذا يؤكد أن الذهب الأسود لوث ضمائركم إلى يوم الدينونة. وإن ما يجري اليوم من استعراضات هزلية يذكرنا بتلك العروضات التي مهدت لعقد صفقة الدوحة، ويقال ان الفصل الثالث لترقيع فشلكم سيحصل في مسقط، وإذا حصل ستتكرر مواقفكم التي بدأت منذ النكبة في فلسطين، فالتاريخ يحفظ استهتاركم مروراً بأزمات 1958 و1961 و1967 و1975 وصولاً إلى الانفجار الكبير الذي دفع بالموارنة إلى الهجرة بسبب انهزامكم عسكرياً وانسانياً وسياسياً حيث ضاقت مساحة نفوذكم في الساحة الوطنية. فبدل أن نراكم في الصفوف الأمامية شاهدناكم تمثلون الأدوار الثانوية، وأحياناً تكون أدواركم صامتة. كفى استخفافاً بعقول الموارنة من غير الذين تاجروا في الطائف والذين قبلوا بمبدأ، إن لم يكن ما تريد فأرد ما يفرض في الدوحة. فمن أجل لبنان وليس إكراماً للموارنة أو للمسيحيين أو للمسلمين. إرحلوا عن المسرح قبل أن تسدل الستارة فلعلنا نصفق لمرة وحيدة تقديراً لإنسحابكم. أيها السادة، إذا سجّل التاريخ للموارنة أنهم من بين الأوائل في وجود لبنان، فبالله عليكم لا تجعلوا الموارنة يتحملون تهمة سقوط الكيان ليتحقق الحلم اليهودي في إنهاء وجود المسيحية في المشرق.
جورج أنيس خاطر