لعنة «مسعد»
قد يكون «العملية ميسي» (تأليف إيهاب إمام، وإخراج أحمد مناويشي) أوّل أعمال النجم المصري أحمد حلمي التي لا تحقق نجاحاً بجماهيريته العريضة. لم يظهر وجه حلمي منذ البداية بل صوته فقط. حتى لو بدت مقتبسة، فإنّ الفكرة تبقى جديدة على الجمهور المصري، غير أنّها لم تُنفّذ كما ينبغي. تدور الأحداث حول إنسان ــ قرد ذكي جداً يُدعى «مسعد»، تتصارع الاستخبارات المصرية والأميركية لتشغيله، وسط كثير من المبالغة والقليل من الكوميديا الحقيقية. كان يمكن لذلك أن يدفع المسلسل إلى مرتبة متوسطة بين الأعمال الرمضانية، لكن الانفصال الواضح بين صوت أحمد حلمي وحركات «مسعد» أدى إلى عدم اقتناع الجمهور بالشخصية.

وكان واضحاً وجود عيوب فنية في الصوت، فضلاً عن جنوح معظم الأبطال نحو المبالغة، أبرزهم نبيل عيسى الذي جسد شخصية الضابط المصري المسؤول عن تجنيد «مسعد». صحيح أنّ العمل أعجب الأطفال، لكنه لم يصمد أمام أعمال أخرى، كما أسهم عرضه حصرياً على «سي بي سي 2» في الحد من الإقبال عليه.


راحت على دكتور النسا

عندما يصرّ البطل المطلق على تكرار التيمة نفسها، فهو على يقين بوجود جمهور مستعد لمتابعتها. لكن يبدو أنّ الممثل الشاب مصطفى شعبان لم يربح الرهان هذه المرّة. للمرّة الرابعة على التوالي، قدّم الأخير شخصية الرجل متعدد العلاقات النسائية في مسلسل «دكتور أمراض نسا» (تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج محمد النقلي). على عكس مسلسلات أخرى ظلمها العرض الحصري، لا يمكن القول إنّ هذا المسلسل تعرّض للغبن من هذه الناحية. إلا أنّه لم يحظَ بأي ردود فعل إيجابية وأحجم الجمهور عن متابعته باكراً، ليس فقط بسبب غضب الأطباء، بل لغياب عناصر الجذب في الحوارات والديكورات، إضافة إلى عدم وجود أسماء تساند شعبان. خلافاً لمسلسلي «الزوجة الرابعة» و«مزاج الخير»، إذ اكتفى هذا العام بصابرين التي تثير الجدال دائماً، والبطلة الثانية حورية فرغلي لا تتمتع بشعبية تلفزيونية كبيرة. كذلك، لم تحقق الاستعانة بالمخضرم أحمد بدير النتائج المتوقعة. هكذا، مرّ المسلسل مرور الكرام وبات على مصطفى شعبان إعادة حساباته قبل تقرير مشروع المقبل.


سقوط مدوٍّ

نسأل كوميدياناً سورياً شهيراً: ما هي آخر نكتة هذه الأيام، فيجيب ضاحكاً مسلسل «حمام شامي» لكمال مرة ومؤمن الملا. بالفعل، يمكن اعتبار هذه المادة التلفزيونية نكتة بائسة فشلت في رسم بسمة واحدة على شفاه المشاهد. وفق منطق الاسترزاق، أقنع منتج حديث على المهنة فريق العمل بأن «حمام شامي» قد يضرب ويحقق جماهيرية ساحقة، لكن النتيجة كانت عزوف الفضائيات في الموسم الماضي عن شراء المسلسل بسبب مستواه الرديء. لكن المحطات السورية أبت إلا أن ترينا هذا النوع الجديد من الكوميديا. نتابع النجم مصطفى الخاني وهو يقلد تشارلي شابلن ويستعير طبقة صوت رفيعة تزيد تهريجه وتنفِّر من كاراكتير «خرطوش» الذي لعبه في محاولة لتكرار نجاح «النمس» في «باب الحارة». بعد ذلك، نرى محاولات ضحلة تقلّد مسلسلات دريد ونهاد وتحديداً «حمام الهنا» ليس فقط في الاسم، بل في الكاركتيرات ذاتها مثل رامو الأسود الذي يلعب دور أبو العناتر في سرقة واضحة من كاراكتير «القبضاي» الذي اشتهر به النجم الراحل ناجي جبر، في حين لم تفلح نجومية ممثلي المسلسل في نجاته من السقوط المدوي.


فخ التكرار

خلافاً للتوقعات، لم يحقق الجزء الثاني من مسلسل «شارع عبد العزيز» (تأليف مصطفى سالم، وإخراج أحمد يسري) النجاح الذي دفع بالممثل الشاب عمرو سعد إلى مقدمة نجوم رمضان قبل عامين. الأسباب متعدّة، بينها العرض الحصري على «النهار» رغم تغيير موعده بعد 10 أيّام على بداية شهر الصوم. السبب الثاني أنّ الجزء الأول تناول قصة صعود الشاب عبد العزيز من عامل في شارع عبد العزيز الشهير في وسط القاهرة إلى صاحب تجارة رائجة.
يلفت هذا النوع من القصص انتباه المشاهدين عادة. لكن ماذا بعد النجاح؟ هكذا ركز الجزء الثاني على مشوار عبد العزيز للحفاظ على ما حققه، عبر الدخول في صفقات وتحديات مع تجّار الشارع لكن بطريقة مشابهة للموسم الأوّل، ما أفقد المسلسل عنصر الجذب. هذا فضلاً عن مشاركة معظم الأبطال في أعمال أخرى، وعدم وجود دعاية كافية له. علماً بأنّ عدداً من العاملين فيه تعرض للنصب على يد المنتج ممدوح شاهين.



الجنس لا يبيع

في عمليها الاجتماعيين لهذا الموسم وهما «خواتم» (الصورة) لنادية الأحمر وناجي طعمي و«صرخة روح 2» لمجموعة كتاب ومخرجين، جربت شركة «غولدن لاين» للإنتاج استثمار الجنس كوسيلة للترويج وجذب المشاهد، حتى لو طرحت المرأة بشكل عام كأنها سلعة رخيصة لا تتوانى عن تقديم نفسها كيفما اتفق من أجل حفنة من المكاسب. لكن نجت بعض خماسيات «صرخة روح2» من هذا الفخّ بسبب تنوّع المخرجين بينما بدا «خواتم» أكثر رداءة هذا الموسم بسبب الأمية في صياغة مشاهده، خصوصاً أنّه من بطولة ممثلات أرهقت وجوههن عمليات التجميل وظهرن في كل المشاهد بماكياج مبالغ فيه حتى ولو صحت إحداهن لتوها من النوم أو كانت تخفي جثة قتيل. أيضاً، كنا نتابع دائماً المشهد في واد والموسيقى التصويرية كخلفية تعبيرية للحدث في واد آخر، فضلاً عن علو صوتها بشكل مزعج وطغيانها على الحوار بشكل دائم.



كارثة | فصام وهزل

لن تنتهي موضة الدراما الشامية قبل أن تطيح بجمهور الدراما السورية. ويمكن منح كل ما أنجز هذا الموسم لقب أسوأ أعمال الموسم على اعتبار أنها نسخ مشوهة عن بعضها تعبث بطريقة غير مسؤولة بتاريخ دمشق. لكن كل الحق على «باب الحارة». في جزئه السادس، أذعن صاحب المشروع للرقابة السورية كونه صوّر في دمشق فشارك الرقيب ليس في قص الأحداث كما جرت العادة بل في تأليفها أيضاً، فإذا بنا نتابع أبواقاً للسلطة تتحف الجمهور بلغة خطابية تصل حد التنظير السياسي على لسان شخصيات أفضل ما صنعته خلال خمسة أجزاء هو ضربة «شبرية»، لكنها تحولت فجأة لتنتقد كل من يرفع سلاحه في وجه أخيه السوري، وترفض منطق الزعامات على اعتبار أن «البلد مقدمة على دستور وقانون». ثم تقلب «ثوار الغوطة» إلى مجرد فارّين من وجه العدالة رغم الحزن الكبير على المناضل ابراهيم هنانو! التناقض الحاد والشخصيات الكرتونية الهزلية ترافقا مع ضياع للمخرج عزام فوق العادة وعجزه عن ضبط الزمن رغم أنّ تلك افتتاحية فن الاخراج.