دمشق | منذ يومين، استفاق الدمشقيون على خبر مفرح وسط كل ما يمرّون به. «سينما سيتي» («سينما دمشق سابقاً») تزيل الساتر الحجري عن واجهتها الزجاجيّة الأنيقة، لتعيد استقبال الجمهور في أوّل أيّام عيد الفطر. موقع السينما على الإنترنت وصفحتها على فايسبوك عادا إلى النشاط مجدداً، وسرعان ما أُعلنت البرمجة الجديدة بأربعة أفلام حديثة هي: Transformers: Age of Extinction لمايكل باي، Step Up All In لتريش ساي، Planes: Fire & Rescue روبرتس غاناواي، والمصري «صنع في مصر» (تأليف مصطفى حلمي)، للمخرج عمرو سلامة وبطولة أحمد حلمي، موزّعة على الصالة الأولى (280 كرسياً) والصالة الثانية (180 كرسياً).
المجمّع الوحيد من نوعه في البلاد في عرض الأفلام الجديدة فور صدورها عالمياً، كان قد أغلق أبوابه في شهر نيسان (أبريل) من العام الماضي نتيجة الحظر وصعوبة تأمين الأفلام من الخارج، ويؤكّد مصدر من إدارة السينما لـ«الأخبار»: «الأوضاع تحسّنت الآن. هي خطوة متفائلة بمزيد من الهدوء والاستقرار. نفتتح مجدداً من أجل البلاد وجمهور السينما الذي طالبنا بذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما ووزارة الثقافة».
إذاً، دمشق اليوم أفضل من السابق أمنياً. ولكن ماذا عن الناحية الاقتصادية وسعر التذكرة؟ يقول المصدر: «سيكون 950 ليرة (حوالى 6 دولارات)، أي تحت سقف الألف ليرة، وهو سعر مدروس وأقل من المعدّل العالمي. تكاليف الأفلام ونفقات التشغيل باهظة، وسعر صرف الدولار يتحكّم بكل شيء. نرجو أن يتفهّم الجمهور السوري ذلك».
في ظلّ العقوبات الدولية والحظر المفروض على سوريا، كيف ستتمكّن السينما من تأمين الأفلام الحديثة؟ يجيب المصدر: «الأمر صعب فعلاً، ولكنّه ليس مستحيلاً. في النهاية نتمكّن من ذلك، خصوصاً أنّنا جزء من شبكة صالات منتشرة في عدد من الدول».
هكذا، تعد إدارة السينما جمهورها بالاستمرار وعدم الالتفات إلى الوراء. يقول المصدر لـ«الأخبار»: «كل شيء سيكون أفضل من السابق. جميع المطاعم والمرافق ستشتغل مجدداً، وسندرس فكرة عروض التوفير بعد فترة العيد. نحن متحمّسون للعمل ولتقديم برمجة متنوّعة، بما في ذلك النتاج المحلي وأفلام المؤسسة العامة للسينما والتظاهرات المختلفة. قبل الإغلاق عرضنا «مريم» لباسل الخطيب، ولا نمانع تكرار التجربة مع أفلام أخرى».
يُذكَر أنّ «سينما دمشق» كانت قد تأسّست عام 1955، ثمّ جرى تحديثها وإعادة افتتاحها تحت اسم «سينما سيتي» عام 2009 بفيلم «سيلينا» لحاتم علي، لتحقق نجاحاً يثبت أنّ الجمهور السوري متشوّق للعودة إلى الصالات، تماماً كما يبدو اليوم.