أمطرت العاصمة السورية أمس بعشرات قذائف الهاون والصواريخ من قبل الجماعات المسلحة المعارضة، وتحديداً «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام»، الذي باشر في تنفيذ عملية «صواريخ الأجناد». وكان التنظيم قد بثّ على موقع «يوتيوب»، أول من أمس، شريطاً أطلق خلاله هذه العملية التي تستهدف «المناطق الأمنية والعسكرية» في العاصمة. وحذّر التنظيم في البيان المدنيين، مطالباً بإخلاء المناطق المستهدفة. وهزّت العاصمة أمس ثلاثة انفجارات قوية، إثر سقوط صواريخ وقذائف هاون في ساحة الأمويين والمالكي والمزة 86. وسقطت قذائف في المالكي والمهاجرين وكفرسوسة في دمشق.
في موازاة ذلك، عادت الاشتباكات بين «جيش الإسلام» و«الدولة الإسلامية» في الغوطة الشرقية للعاصمة في محيط دوما وبلدة مسرابا. ونفَّذ «جيش الاسلام» ظهر أمس، بأمر من قائد التنظيم زهران علوش، أحكام الإعدام التي أصدرها «القضاء الموحّد» بحق خمسة من المعتقلين في سجن «التوبة» في دوما، في إطار حملة «القبضة الحديدية» التي أطلقها التنظيم بهدف «مكافحة المفسدين».
على صعيد آخر، وفي إطار مبادرة «واعتصموا» التي أطلقتها مجموعة من قادة فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وقَّع 18 فصيلاً مسلحاً ظهر أمس اتفاقاً يقضي بتشكيل «مجلس قيادة الثورة السورية» الذي سينتج منه، بحسب البيان، تشكيل «مجلس عسكري موحد» و«هيئة قضائية مشتركة»، خلال مدة أقصاها 45 يوماً. وإضافة إلى «جيش الإسلام»، يضم «المجلس» كلاً من حركة «حزم» و«جبهة ثوار سوريا» و«صقور الغاب»، و«ألوية شهداء سوريا» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، إضافة إلى عدد آخر من التشكيلات المعارضة في سوريا.

عودة الاشتباكات بين «جيش الاسلام» و«الدولة» في الغوطة الشرقية

وعن هذه الخطوة، قال أحد مقاتلي «جيش الإسلام» في اتصال مع «الأخبار» إن «الخوارج والمرتدين عن دين الله بدأوا يصولون ويجولون بيننا، معتمدين في أول الأمور وآخرها على ضعف التنسيق بيننا كإخوة، لا على ضعف وهزالٍ أصابنا، وهو ما التفت إليه بعضُ إخوتنا الحريصين على ثباتنا، فأطلقوا تلك المبادرة»، في إشارة غير مباشرة منه إلى الخلافات مع «الدولة الإسلامية». وعقّب المقاتل: «سيقولون إن دولة السعودية هي من أمرنا بتشكيل مجلسنا الجديد، ونقول: جهادنا في سبيل الله، وأولوياته على الأرض هي من فرضت علينا التوحد».
إلى ذلك، أفشل الجيش هجوماً عبر انتحاري من قبل «جبهة النصرة» في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، بعد أن حاول خرق حصار الجيش بواسطة آلية «بي أن بي» مفخخة.

تسوية داريا
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة في وزارة المصالحة الوطنية لـ«الأخبار» عن لقاءٍ جرى أول من أمس بين وفد من أهالي بلدة داريا ووفد ممثل للحكومة السورية، «جرى خلال اللقاء مناقشة كافة الاجراءات المطلوبة لإنجاز التسوية، وتم الاتفاق على بنود محددة للتسوية سيعلن عنها فور نجاح المفاوضات»، وكررت المصادر ذاتها مخاوفها من فشل التسوية: «كالعادة، يقف المسلحون المتشددون في وجه المصالحة، غير أن الحالة المتردية للمدنيين داخل داريا ورغبة الأهالي في استعادة الأمان قد تدفع عجلة المصالحة نحو الأمام». وقال مصدر عسكري في داريا إنّ «الجيش سيكون حامياً للمصالحة في حال أنجزت. يمكن القول إن الأمور قد نضجت لإعلان الصلح، فالجيش استطاع، خلال عملياته النوعية، إقصاء وضرب أعداد كبيرة من المتشددين، ما جعل الكفة تميل أكثر لمصلحة التسويات».
وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية» ومسلحي العشائر في قريتي درني وسويدان وأبو حمام في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى الى وقوع قتلى في صفوف الطرفين. وخرجت تظاهرة في بلدة البوليل في ريف دير الزور دعماً لعشيرة الشعيطات.

«المغيرات صبحا» في حلب
وفي حلب، لم يأت الجزء السابع من «غزوة المغيرات صبحا» بجديد. هجوم لمئات المسلحين بقيادة شيشانية على ضواحي حلب الغربية (الأسد ــ الراشدين ــ الحمدانية) انتهى بفشل ذريع وعشرات القتلى بعد 36 ساعة من الاشتباكات. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» «مقتل 45 مسلحاً على الأقل والقبض على عدد آخر، بينهم غير سوريين». الهجوم الذي شاركت فيه 12 مجموعة مسلحة بقيادة «جيش المجاهدين» الذي يغلب على تشكيلته شيشانيون وأجانب، قوبل بمقاومة شرسة من الوحدات المدافعة التي أجرى بعضها انسحابات لتعيد الهجوم ثانية وتحاصر عدداً من المسلحين، تمكنوا من الوصول إلى أبنية في ضاحية الأسد، منها جامع طيبة وكنيسة قيد الانشاء. وانتهت المعركة في اليوم التالي بعد مشاركة سلاحي الجو والمدفعية، وفق مصدر ميداني.
وارتفعت حصيلة الشهداء الذين قضوا بقصف المسلحين لأحياء الحمدانية والضاحية وحلب الجديدة بقذائف الهاون واسطوانات الغاز المفخخة إلى 11، فيما استشهد ثلاثة آخرون في حلب الجديدة في قصف محيط مبنى مؤسسة المياه الجديد.
وفي الحسكة، تجدّدت الاشتباكات في محيط «الفوج 123» في الحسكة بين الجيش و«وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة، و«الدولة» من جهة ثانية. وردّت «وحدات الحماية»، في بيان، على تصريحات «الائتلاف» المعارض بشأن الاتهام بقصف حي غويران في الحسكة. وقال البيان «إن تصريحات الائتلاف جاءت للتغطية على ما تقوم به داعش من جرائم في حربها على الشعب السوري». وفي الرقة، استمرت الاشتباكات بين الجيش و«الدولة» في محيط «اللواء 93» في بلدة عين عيسى في الريف الشمالي.