إلى جانب صور الشهداء، برزت أخيراً ملصقات مميّزة على جانبي الطرقات في معظم الشوارع البيروتية. ملصقات كُتب على خلفيتها الصفراء بخطّ اليد وباللونين الأسود والأخضر عبارة: «أعدكم بالنصر دائماً».فور قراءة تلك الجملة، تحضر إلى الذاكرة فوراً العبارة الشهيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حرب تموز 2006، احتفاءً بالنصر على العدو الإسرائيلي.

تُصادف غداً الذكرى الثامنة لحرب 2006، لكن الاحتفال هذا العام يحمل لمسة جديدة ومختلفة عن باقي السنوات، من خلال الكلمات التي خطّها نصر الله بيده، وهي بمثابة رسالة واضحة في ظل الحروب المتنقلة التي تشهدها المنطقة حالياً. رغم بساطته، يأسر هذا الشعار النظر بسبب ألوانه المتداخلة والمتناسقة بطريقة إخراجية مميزة. فالأصفر هو اللون الذي يعتمده حزب الله منذ انطلاقه، أما الأسود والأخضر فيكسران حدّته. إذاً، هي لعبة ألوان وإعلانات اليوم، استطاعت أن تُعيد إحياء عبارة «أعدكم بالنصر دائماً»، لترسخ أكثر في ذاكرة من عايش أو سمع عن مجريات حرب الـ 33 يوماً.
هي لوحات إعلانية واضحة وصريحة، تختصر المرحلة المقبلة وتُبشّر بأنّ النصر آت لا محالة. في حديث مع «الأخبار»، يشير محمد كوثراني المدير العام لـ«رسالات» (وحدة الفنون والاتصال الإعلامي)، التي أشرفت على الحملة ونفذتها، إلى أنّ «أعدكم بالنصر دائماً» انطلقت قبل أيام وتستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، كما أنّها أُعدّت بأيدي عاملين في الوحدة، إلى جانب بعض المتطوعين. ويشرح كوثراني أنّ القائمين على الحملة وجدوا أنّ شعارها هو الأفضل لهذه المرحلة السياسية، مؤكداً أنّ الكلمات كُتبت بخط نصر الله فعلاً، ما يزيدها قيمة ويوصل هدفها بسرعة. ويلفت كوثراني إلى أنّ الحملة تترافق مع نشاط مكثّف على السوشال ميديا عبر هاشتاغات على تويتر؛ منها «نصر من الله»، و«تموز 2006»، و«14 آب»، للتركيز على أهمية المناسبة.
ويشرح المدير العام لـ«رسالات» أنّ شعار أوّل حملة بعد حرب 2006 كان «نصر من الله» الذي بقي منذ السنة الأولى للانتصار حتى يومنا هذا، غير أنّه لطالما ترافق مع عبارة من وحي التطوّرات السياسية.
باختصار، أُنجزت لوحات «أعدكم بالنصر دائماً» الإعلانية بتقنية الألوان والأحرف التي خُطّت بعفوية لتوصل هدفها، وتعد بالنصر مجدداً.