«وطلعوا أحرار السنة بعلبك شيعة! بس هيك» عبارة كتبتها مراسلة lbci دلال معوّض على حسابها الفايسبوكي قبل يومين، تكاد تختصر حادثة التعاطي الإعلامي مع خبر إعلان قوى الأمن الداخلي على مشغّل حساب «أحرار السّنة ــ بعلبك» يوم الخميس الماضي. لكن مع القبض على المشغل المفترض ويدعى حسين شامان الحسين (19 سنة) من حي الشراونة (بعلبك)، بدا واضحاً أخذ القضية الى منحى آخر من خلال زجّ جرائم هذا الحساب الافتراضي بـ«حزب الله».

ولهذا الغرض، تطايرت العبارات المذهبية التي لفّت ودارت وعادت الى الهدف نفسه، خصوصاً في الإعلام الخليجي، فيما تضاربت المعلومات والمقاربة في الإعلام المحلي بين مشكك ومتبنٍّ للرواية الأمنية اللبنانية.
يوم الجمعة الماضي، أوقعت صحيفة «الشرق الأوسط» نفسها في تناقض المعلومات بدءاً من إيراد أنّ الشاب «ينتمي الى عشيرة ابو عيد من الطائفة السنية»، ثم أفادت لاحقاً مستندةً الى ما أسمته «مصدراً أمنياً» أنّ «الحسين من الطائفة الشيعية». حارت الصحيفة السعودية في تحديد مذهب المشغّل، لكنها في المقابل لم تتوان تورية أو مباشرةً عن زجّ الحزب في تغطيتها كقولها: «إنّ الحسين لبناني من منطقة بعلبك معقل حزب الله».

ركّزت الصحف الخليجية على أن مشغّل الحساب ينتمي إلى حزب الله


بدورها، أكّدت «الحياة» أول من أمس اعتماداً على «مصدر أمني» أنّ «الحسين قال في إفادته عند توقيفه بأنه ينتمي الى حزب الله». على صعيد الإعلام المحلي، بدا التخبط سيّد الموقف من خلال التضارب في المعلومات والتشكيك في صدقية ما تدعيه القوى الأمنية. mtv التي اتهمت مطلع الشهر الماضي مدير قناة «العالم» الإيرانية في دمشق حسين مرتضى بأنّه وراء هذا الحساب على تويتر، أكدت في نشرتها الإخبارية أول من أمس أنّ الحسين ينتمي الى «حزب الله». هذا التأكيد من قناة المرّ على تورط الحزب في تشغيل «لواء أحرار السنة» قابله نفي قاطع من otv حين أوردت بأنّ «مشغّل لواء أحرار السنة هو تركماني الأصل، نالت عائلته الجنسية اللبنانية عام 1994 وليس له أي صلة بحزب الله».
أما «الجديد» فقد دأبت في تقريرها (إعداد شوقي سعيد)، يوم الجمعة الماضي على التشكيك بالرواية الأمنية مستندة الى «مصادر قضائية»، طارحةً العديد من الأسئلة حول مكان الشغيل الذي تحوّل من أندونيسيا الى بعلبك. وشككت في تورط هذا الشاب الذي «لا يملك جهاز كمبيوتر وهاتفه غير موصول بالنت، فكيف له أن يحّمل كل هذه الفيديوات ويصوغ البيانات؟». القناة قصدت بيت العائلة واستدرت نوعاً من الاستعطاف من خلال كلام الوالدة عن تعذيب تعرّض له ابنها ليقرّ بهذا الاعتراف، أو من خلال شقيقة الحسين الصغيرة التي انهالت بالبكاء على الهواء.