قد يعتقد البعض ان الكأس السوبر الاسبانية لها الطابع نفسه الذي اتخذته نظيرتها الفرنسية او الالمانية. وهنا الحديث عن اختيار الفرنسيين للصين مكاناً للعب المباراة، حيث لم يأبه طرفاها باريس سان جيرمان وغانغان بالنتيجة، بل بالاستفادة من ثمار خطة التسويق التي اعتمدها اتحادهما. والمقولة عينها تنطبق نسبياً على السوبر الالمانية، حيث لم يتردد مدرب بايرن ميونيخ، الاسباني جوسيب غوارديولا، في الزج بتشكيلة مليئة بالشبان والاحتياطيين لخوض اللقاء امام دورتموند.
لذا فان مقارنة بسيطة، واستناداً الى ما شهدناه في المواسم القريبة الماضية، في ما خصّ السوبر الاسبانية، فان مباراتيها تتخذان طابعاً تنافسياً محتدماً موسماً بعد آخر، وقد وصلت الاثارة الى ذروتها عشية اولى المواجهتين بين فريقي العاصمة الاسبانية.
اذاً طابع السوبر الاسبانية هذا الموسم غير، وهذا امر مردّه الى رواسب الموسم الماضي، حيث احتدم التنافس على الالقاب المختلفة بين الريال
والـ «أتليتي»، فحسم الاول لقبَي كأس اسبانيا ودوري ابطال اوروبا، والثاني لقب الدوري المحلي...
وربما يُقال إن العدالة الكروية اتخذت مجراها حين توّج كلٌّ من الفريقين باللقب الذي يستحقه، لكن هذا الامر غير مدرج في قاموس ايٍّ منهما، اذ هناك جرح مفتوح لدى كلٍّ منهما بسبب الآخر. ريال مدريد يشعر بأن جاره «الأصغر» منه سرق «الليغا»، التي كان يريدها لنفسه على اعتبار انه بطل اوروبا، وبالتالي من المعيب بالنسبة اليه ألا يكون بطلاً لإسبانيا. اما أتلتيكو، فهو كان على بعد دقيقتين فقط من كتابة قصة تاريخية أسطورية، عندما تقدّم على الريال نفسه في المباراة النهائية لدوري الابطال، قبل ان يأتي سيرجيو راموس لتدمير كل شيء.
جرح «لوس روخيبلانكوس» أكبر. هذا ما يتفق عليه كثيرون، فهو قد يكون قادراً في كل موسمٍ على خطف لقب «الليغا»، لكن الطريق الى الكأس، صاحبة الاذنين الطويلتين، لم تكن يوماً معبّدة، بل مليئة بالأشواك والمطبات. وما عمّق من هذا الجرح، ان اتلتيكو الموسم الحالي يبدو اضعف بنظر كثيرين، ولو انه لم يخسر في 7 مباريات ودية متتالية، حيث اظهر صلابة دفاعية رهيبة ايضاً بتلقيه هدفاً واحداً فقط في هذه المباريات، وذلك عندما سحق فولسبورغ الالماني 5-1.
الضعف الذي يراه البعض يكمن في فقدانه مفتاحاً ذهبياً، اقلّه في كلٍّ من خطوط الملعب، حيث تبضّع تشلسي من قلب «فيسنتي كالديرون»، مستعيداً الحارس البلجيكي الرائع تيبو كورتوا، وخاطفاً الظهير الايسر البرازيلي فيليبي لويس، والهداف المرعب دييغو كوستا.
صحيح ان أتلتيكو سارع الى سوق الانتقالات مستقطباً بـ 95 مليون يورو 9 لاعبين، ابرزهم النجم الفرنسي الصاعد انطوان غريزمان، الا انه يعرف ان حجم التوقعات والقدرات اكبر عند ريال مدريد، الذي استقدم بالمبلغ نفسه تقريباً نجمين كبيرين هما الالماني طوني كروس والكولومبي خاميس رودريغيز، ليقدّم عرضاً كبيراً في الكأس السوبر الاوروبية امام إشبيلية، بعدما كان قد خيّب الآمال في مبارياته الإعدادية.
هي فرصة مبكرة لأتلتيكو من اجل الثأر. فرصةٌ قد تفرض معادلة مبكرة على صعيد اعلان نفسه بطلاً قادراً على ابقاء لقب «الليغا» في حوزته، لكن حذارِ فهو يواجه اسداً مجروحاً، لم يهضم حتى الآن سرقة جاره اللدود لفريسته على غفلة في الموسم الماضي.




من يصفّق لمن؟

اعتاد بطل الدوري أن يحظى بالتصفيق، لكن هذه المرّة يُنتظر أن يقف لاعبو أتلتيكو مدريد في ممرٍ شرفي للاعبي ريال مدريد قبل انطلاق لقاء الليلة، وذلك بعد فوز الفريق الملكي بالكأس السوبر الأوروبية. وصحيح أن هذه الخطوة ليست إلزامية، لكن لاعبي أتلتيكو حازوا هذه اللفتة الاستثنائية عندما فازوا باللقب عينه عامي 2010
و2012.