ضمن المعركة السياسية الدائرة في القاهرة لإيجاد «مخرج سياسي» للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي محاولة لإيجاد شرخ في الموقف الفلسطيني، أعلنت تل أبيب، أمس، أنها أحبطت «محاولة انقلاب» كانت تنوي حركة «حماس» تنفيذها لإسقاط السلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة.
وتحت عنوان شبه موحد هو أن «حماس خططت لإسقاط السلطة»، خرجت تقارير إعلامية عبرية دفعة واحدة لتتحدث عن «الانقلاب الحمساوي» المخطط له منذ سنين، والمكتشف حديثاً. ووفق بيان صادر عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، اعتقل 93 عنصراً من «حماس» في الضفة وشرقي القدس، بشبهة «المشاركة في إقامة بنية تحتية عسكرية لحماس، وتنفيذ سلسلة عمليات ضد أهداف إسرائيلية، والانقلاب على السلطة».
رواية «الشاباك»، التي أقل ما يقال عنها أنها «ضعيفة»، ذكرت أن الشبكة أدارها رياض ناصر (38 عاماً)، وهو من بلدة دير قديس القريبة من رام الله. وتقول الرواية إن ناصر كلف تنفيذ المهمة في آذار 2010 من طريق القيادي في الحركة وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة، صالح العاروري. والأخير كان معتقلاً في السجون الإسرائيلية لأكثر من 18 عاماً، وأفرج عنه عام 2010، ورُحّل إلى سوريا لمدة ثلاث سنوات، ثم غادر منها إلى الأراضي التركية.
وزاد بيان الشاباك أن مهمة ناصر كانت إقامة بنية تحتية عسكرية واسعة في الضفة، وتقويض الاستقرار الأمني فيها، إضافة إلى «إشعال انتفاضة ثالثة». و«جند ناصر، بمساعدة ناشطين من حماس، عدداً كبيراً من الفلسطينيين في أكثر من بلدة ومدينة في الضفة»، بما يشمل عدداً من المعتقلين السابقين في السجون الإسرائيلية، «وأقيمت خلايا محلية أدارها ناصر من رام الله، وتحديداً في نابلس وبيت لحم والقدس وطولكرم والخليل ورام الله نفسها».

ادعى «الشاباك» مصادرته 24 بندقية وستة مسدسات مع المجموعة

وأشار تقرير الشاباك إلى أنه ضبط في حوزة المعتقلين 600 ألف شيكل (171 ألف دولار أميركي)، و24 بندقية M16، وستة مسدسات، وسبع قاذفات صواريخ ضد الدروع، إضافة إلى كمية كبيرة من الذخائر.
ضعف هذه الرواية، دفع صحيفة «هآرتس» إلى أن تتساءل: «كيف كانت الخلايا تخطط لإسقاط السلطة، ولا يوجد ما يشير إلى أنهم خططوا بالفعل لتحقيق هذا الهدف؟». وقالت: «الخلايا كانت تركز جهودها الأساسية للحصول على أسلحة وتجنيد عناصر إضافية، وكل ما تمكنوا من الحصول عليه كمية ضئيلة جداً من الوسائل القتالية مقارنة بآلاف العناصر والبنادق الموجودة في حوزة السلطة».
وورد في بيان «الشاباك» أن للشبكة فرعاً في الأردن «يديره معتقل سابق في السجون الإسرائيلية هو عودة زهران الذي عمل انطلاقاً من الأراضي الأردنية ضابط اتصال بين خلايا الضفة ومسؤولي حماس في الخارج»، لافتاً إلى أن «زهران نقل مئات الآلاف من الدولارات إلى الضفة لشراء أسلحة ومنازل تخصص للاختباء وتخزين الوسائل القتالية ولتصنيع الصواريخ وإنتاجها».
مع ذلك، أشار مراسل «هآرتس» إلى أن عملية التفتيش في هذه المنازل، التي جرت في الشهر الماضي، لم تكشف عن شيء.
ولم تكتف إسرائيل ببيان «الشاباك»، بل ذكر مسؤول أمني رفيع أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، الذي يتخذ من قطر مقراً له، كان على اطلاع على الجهود المبذولة لإقامة هذه الخلايا، وأن إسرائيل أطلعت السلطة الفلسطينية والأردن على نتائج تحقيقاتها.