«قبل أن نفكّر في المتحف، علينا التفكير في الأشخاص الذين يديرون المتحف. لبنان لا يشكو فقط من غياب الثقافة المتحفية، بل أيضاً من غياب أشخاص مؤهلين للعمل في القطاع المتحفي»، تقول نايلة تمرز، رئيسة قسم الأدب الفرنسي في «الجامعة اليسوعية»، والمسؤولة عن «الماستر المهني في النقد الفني والتنظيم الفني».
الماستر الأول من نوعه في لبنان يدخل مع مطلع هذا العام الدراسي سنته الثانية. ويمتدّ المنهج على سنتين دراسيتين، يتلقّى خلالهما الطالب دروساً تؤهله للعمل في المهن المتعلقة بالفن: من قيّمٍ في متحف، إلى منظّمٍ لفعاليات فنية. بادرت نايلة تمرز إلى إطلاق هذه المبادرة، لأنّها لمست ثغرة في هذا المجال. «في وقت نرى فيه سوق الفن يزدهر، والمؤسسات الفنية تتكاثر، يبدو البعد النظري غائباً عن المشهد». وتضيف: «حالة الفوران الفنية تلامس العشوائية، وتحتاج إلى أشخاص مهيئين لتنظيمها مستقبلاً». يبدو أنّ هذا الحيز يناسب سوق العمل. في العام الماضي، تقدّم مئة طالب للمشاركة في برنامج الماستر، وخصوصاً أنّه برنامج مشترك بين الاختصاصات، يستقبل حاملي الإجازات الجامعية في مختلف المجالات، وتراوح المواد التي تدرّس فيه بين تاريخ الفن، والنقد الفني والقانون والإدارة.
لوضع أسس برنامج الماستر، اجتمعت تمرز بمختصين وبمديري مراكز مشابهة في الخارج، إلا أن الخصوصية المحلية فرضت تطويع المناهج. كما سيقوم المشاركون من أساتذة وطلاب باستحداث مناهج لبعض المواد من الصفر، مثل مادة تاريخ الفن... جهد سيثري المكتبة العربية من دون أي شكّ، ويعيد الاعتبار إلى علاقة التكامل والتفاعل بين الإبداع والأكاديميّة.