أعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في بيان مفاجئ، «إقفال كل المكاتب الخدماتية التابعة له في سوريا والتوقف عن أي نشاط في المحافظات»، أول من أمس. والسبب، باقتضاب، أنه «لا أقبل عليّ ممارسات تتعلق بكرامتنا وكرامة حزبي، ومن يمارسها يجب أن يتوقف عند حدّه، وكرامتي أهم من سياستي». فما الذي مسّ كرامة أحد أبرز المدافعين عن النظام السوري؟
مصادر قريبة من وهاب أوضحت لـ«الأخبار» أن سبب القرار يعود إلى قيام أحد ضباط الأمن المركزي في منطقة السويداء، أول من أمس، «بتوقيف سيارة يقودها أحد كوادر الحزب بحجة عثوره بداخلها على أعداد من مجلة تابعة للحزب تدعى «منبر التوحيد»، فاعتبرها الضابط غير مرخصة، وأوقف سائقها لأكثر من ساعتين». المصادر أكدت أن «الكادر بقي محتجزاً داخل سيارته إلى جانب الطريق، ولم يجر اقتياده إلى أي مركز، قبل أن يطلق الضابط سراحه إثر اتصالات أجريت في سوريا». فهل يستأهل ما حصل قرار إقفال المكتب الخدماتي الوحيد في السويداء، أم أنه طفّح كيل وهاب من خلافات تراكمت طويلاً؟ المصادر لم تنف وقوع خلافات بسيطة في السابق، منها قيام الضابط ذاته بتوقيف كادر آخر. لكن تلك الخلافات «لا تؤثر في علاقة وهاب الاستراتيجية بسوريا»، بحسب المصادر التي جزمت بـ«فشل كل من يراهن على خلاف بينهما».
وإثر إصداره بيان الإقفال، تلقّى وهاب، وفق المصادر، «اتصالات من مرجعيات سورية عليا تطلب استيضاح أسبابه». لكن أوساطاً مواكبة لفتت إلى أن الخطوط فتحت مساء أول من أمس على اتصالات عاتبت وهاب على «تسرّعه في قراره وتعميمه، في وقت تكال فيه له انتقادات عدة على سلوكه السوري».

غضب المشايخ
من نسب وهّاب شهداء إلى حزبه

وآخر الانتقادات، تقول الأوساط، تلقّاها وهاب من بعض المشايخ الدروز في السويداء يلومونه بشدة على بيان النعي الذي أصدره منتصف الشهر الجاري لخمسة من «عناصر الحزب، شهداء المقاومة التوحيدية العربية الذين سقطوا خلال تصدّيهم للهجوم المسلّح على بلدة داما السورية دفاعاً عن أهلنا وذوداً عن وحدة التراب الوطني». ونقلت الأوساط غضب المشايخ من «نسب وهاب الشهداء إليه وتصنيفهم بعناصره المسلحين، في حين أنهم مواطنون سوريون قاموا بواجبهم الوطني». ويرجّح أن يكون الانتقاد أبرز أسباب القرار الذي سبقته حملة قادها بعض مشايخ وفعاليات السويداء ضد محاولة وهاب إنشاء فصيل مسلح في المحافظة السورية الجنوبية، وتوزيع الأموال والسلاح وتجنيد الشبان، «ما اعتبروه خطوة نحو تأسيس ميليشيا طائفية بدلاً من الانضواء في صفوف قوات الدفاع الوطني». إلا أن المصادر القريبة من وهاب أشارت إلى أن دوره في السويداء يجري بالتعاون مع مشايخ الدروز «الذين يمشي خلف رأيهم». وتحدثت عن دعمه للحركة الشعبية بوجه خطر مسلحي المعارضة السورية، فضلاً عن تقديمه الخدمات عبر إدارات الدولة، مستفيداً من «تسهيلات لامتناهية» حظي بها من النظام. وتجزم مصادر حليف سوريا بأن إقفال المكاتب «لن يفصل بينه وبين النظام ولن تؤثر في حركة دخوله إلى سوريا وخروجه منها». لكن كيف ينعكس قراره لبنانياً؟ أوساط السفارة السورية في لبنان رفضت التعليق على الخطوة، معتبرة أنها لا تحتاج إلى تضخيم ومبالغة. من جهتها، رفضت مصادر قريبة من حزب الله التعليق أيضاً، واصفة ما حصل بأنه «موضوع داخلي لا علاقة لنا به، ونحن سمعنا بالبيان من وسائل الإعلام، ولم نكن على علم مسبق به».