إسطنبول | لأول مرة في تاريخ العرف السياسي المتّبع في تركيا لم يشارك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في حفل افتتاح السنة القضائية التي تبدأ في الأول من أيلول من كل عام. رفض رجب طيب أردوغان المشاركة في حفل أمس، بحجة مشاركة نقيب المحامين الأتراك متين فوزي أوغلو في الحفل. ولحق رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بأردوغان، متذرعاً باجتماع الحكومة ومشاركته في اجتماع البرلمان الخاص ببرنامج حكومته.
وكان أردوغان قد اعترض على خطاب فوزي أوغلو في حفل اختتام السنة القضائية نهاية حزيران الماضي، بحجة انتقاداته العنيفة لحكومته آنذاك. حينها، غادر أردوغان القاعة ورافقه رئيس الجمهورية عبد الله غول، ما أثار نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والقضائية. ورفض رئيس المحكمة العليا علي الكان طلباً من الرئيس أردوغان لتوجيه الدعوة إلى نقيب المحامين للمشاركة في الحفل، وهو ما يقضي به العرف القضائي المتبع في تركيا. ووجه علي الكان في افتتاحية أمس، انتقادات عنيفة إلى الرئيس أردوغان ورئيس الحكومة داوود أوغلو لعدم مشاركتهما في الحفل. فيما وصف نقيب المحامين فوزي أوغلو موقف الحكومة وأردوغان بأنهما جزء من سياسات الثنائي لإحكام السيطرة على القضاء والتخلص من كل أنواع المعارضة السياسية والشعبية والإعلامية.
من جهةٍ أخرى، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بأول زيارة خارجية له بعد توليه منصب الرئاسة، إلى «جمهورية قبرص التركية» التي لم يعترف له دولياً سوى أنقرة. وحمّل أردوغان الاتحاد الأوروبي والغرب عموماً مسؤولية فشل المباحثات المستمرة لتوحيد شطري الجزيرة في إطار دولة فدرالية ذات كيانين مستقلين تماماً. وقال أردوغان إن أنقرة والقبارصة الأتراك قدموا دائماً كل التنازلات المطلوبة من أجل حلّ المشكلة القبرصية، مضيفاً أنهم «لن ينتظروا إلى الأبد حتى يقرر القبارصة اليونانيون وأثينا والغرب الداعم لهم حلولاً معقولة للمشكلة القبرصية». وأكد أردوغان استمرار الدعم المطلق للقبارصة للأتراك من أجل حماية حقوقهم المشروعة في الشطر الشمالي من الجزيرة.
في غضون ذلك، تظاهر المئات من القبارصة الأتراك ضد زيارة أردوغان للجزيرة، رافعين لافتات كتبوا عليها «ارفع يديك عن جزيرتنا» و«كفاكم تدخلاً في شؤوننا الداخلية» و«اسحب جيشك من قبرص يا حليف داعش». كذلك، تعرّضت الشرطة للمتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى مبنى رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية، حيث اجتمع مع الرئيس درويش إروغلو والمسؤولين القبارصة الأتراك، وبحث وإياهم تفاصيل المساعدات التركية للقبارصة الأتراك الذين يقبضون مرتباتهم عبر المساعدات المالية التي تقدّمها أنقرة، وهي تملك مفاتيح الملف القبرصي داخلياً وخارجياً.