في وقت تواصل عائلة الشهيد الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج تقبل التعازي في بلدة أنصار البقاعية، تنتظر عائلات العسكريين لقاء رئيس الحكومة تمام سلام عصر اليوم. وفيما أعلنت عائلة الدركي المخطوف عباس مشيك إرجاء اعتصامها الذي كان مقرراً اليوم في رياض الصلح في انتظار اللقاء مع سلام، أكدت أنها تلقت اتصالاً منه، «طمأننا فيه الى صحته»، وأنه «وزملاءه جميعاً بخير».
في غضون ذلك، أكدت عائلة المخطوف العريف علي المصري أن لديها مخطوفين من عرسال، وهما بخير في انتظار إجراء مقايضة تشمل العسكريين المخطوفين. إلا أن عملية خطف أخرى حصلت أمس على الطريق الدولية عند مفرق بلدة الطيبة، كادت أن تشعل الساحة البقاعية المتوترة. فقد أقدم مسلحون يستقلون سيارة غراند شيروكي من دون لوحات على اعتراض سيارة التاجر أيمن صوان، ابن بلدة سعدنايل، الذي كان برفقة شقيقه خالد. وسلب المسلحون الشقيقين مبلغ 2000 دولار وهاتفيهما، وخطفوا أيمن، فيما تركوا شقيقه وسيارته على الطريق. مسؤول أمني أكد لـ«الأخبار» أن عملية الخطف «لا علاقة لها بالعسكريين المخطوفين»، ولكنها تندرج ضمن خانة «الخطف مقابل فدية مالية»، وأن الخاطفين باتوا معروفين وتجري ملاحقتهم. خطف صوان دفع أهله وأقاربه في سعدنايل إلى قطع الطريق الدولية بالسواتر الترابية والإطارات المشتعلة، «واستجلاء هوية ركاب الفانات والسيارات»، وأقدم البعض منهم على خطف مراد عباس من بلدة حوش الرافقة، وعسكري في الجيش من آل شومان، بحسب ما أكدت لـ«الأخبار» مصادر أمنية. وقد تمكن الشابان بعد احتجازهما في أحد الأقبية من الهرب ووصلا إلى أحد المراكز الأمنية.

خطف صوان دفع
أهله في سعدنايل إلى قطع الطريق الدولية بالسواتر الترابية

موجة الخطف والخطف المضاد انتشرت وتوسعت دائرتها، فنزل مسلحون ملثمون على طريق بعلبك ـــ رياق الدولية، عند مفرق بلدة سرعين، وخطفوا السوريين عامر ومحمود شحود، وسرعان ما تركوهما.
إلى ذلك، عادت موجة استهداف قرى البقاع الشمالي بالصواريخ من السلسلة الشرقية، إذ سقطت قذيفتا هاون في سهل بلدتي اللبوة والأمهزية، بعد معلومات عن استعادة الجيش سيطرته على موقع تلة الحصن في جرود عرسال، وتوسيع انتشاره في محيط تلك المنطقة، بحسب ما أوضحت مصادر مطلعة لـ«الأخبار». كذلك سقط صاروخان مساءً بين بلدتي حورتعلا وبريتال، وفي سهل بلدة طاريا.
قطع طرقات
وسجل أمس قطع طرقات في عدد من المناطق تضامناً مع العسكريين المخطوفين. فقطع الطريق في الشويفات بالاتجاهين مقابل معمل الغندور، وطريق المطار باتجاه خلدة، وتقاطع كاليري سمعان فرن الشباك في جميع الاتجاهات. كما قطع طريق رياق ــــ ابلح في الاتجاهين عند محلة ضهور العيرون، واوتوستراد بعلبك زحلة بالاتجاهين عند محلة الجبيلي ــــ دورس.
الى ذلك، أكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن «من يقطع الطرقات يقطعها على أهله وإخوانه». وسأل: «هل قطع الطريق يعيد لنا الجنود؟»، متمنياً على كل البقاعيين «من كل مواقفهم ومذاهبهم أن يكون هناك لقاء وميثاق شرف، وألا نقطع الطرقات على أهلنا، وعلى الجميع تحمّل المسؤوليات ومعالجة الامور بحكمة». وشدّد يزبك، خلال رعايته مصالحة في بلدة مقنة قضاء بعلبك بين عشيرتي المقداد وجعفر، على أن «ثمة من يعبث بأمن عرسال التي خطفت كما خطفت الموصل»، مثنياً على أهل فنيدق ومواقفهم الوطنية، وعلى كلام والدي الشهيدين علي السيد وعباس مدلج.