وسط الإجراءات والتعزيزات التي تنفذها وحدات الجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال، في محاولة منه لعزل البلدة عن جرودها وقطع الطرق على المسلحين، برز أمس تطور تمثّل في ضبط سيارة سورية مفخخة. واشتبهت وحدات الجيش بسيارة من نوع كيا بيضاء تحمل لوحة سورية، في جرود وادي حميد في عرسال، وتبين أنها «مفخخة بكمية من المتفجرات موضبة داخل صفائح معدنية، ومعدة للتفجير بواسطة صواعق وجهاز تفجير عن بعد». وقدّر الخبير العسكري زنة المتفجرات بما يقارب المئة كيلوغرام.
في غضون ذلك، تابعت وحدات الجيش إقامة سواتر ترابية في المواقع الأمامية المتقدمة في جرود عرسال، في مناطق وادي الرعيان ووادي عطا والحصن وعقبة الجرد، وصولاً الى وادي حميد والمصيدة. وعزز الجيش مواقعه ومراكزه بسرايا إضافية من اللواء الثامن، إضافة إلى فوجي المجوقل والتدخل الخامس. وكانت جرود البلدة قد شهدت اشتباكات عنيفة ليل أول من أمس، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة المتوسطة، أدت إلى انكفاء المسلحين.
من جهة أخرى، وفيما لم تشهد قضية العسكريين المخطوفين أي تطور ملحوظ، تكللت المساعي أمس بإطلاق المخطوفين العرساليين اللذين كانا محتجزين لدى آل المصري في بلدة حورتعلا (شرق بعلبك). المخطوفان العرساليان المهندس عبدالله البريدي وحسين حسن الفليطي أحضرا صباحاً إلى منزل الشيخ محمد المصري في البلدة، في حضور رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك والنائب علي المقداد، ورئيس دائرة البقاع في الأمن العام العقيد جوزف توميه، ورئيس جهاز استقصاء الدائرة الثانية في الأمن العام النقيب علي مظلوم.
وشكر يزبك عائلة المصري والمساعي التي بذلت من أجل «إعادة الضيوف»، مشدداً على أن ما «آلم الجميع هو ما حصل مع أبنائنا وجنودنا وجيشنا»، و«أننا لسنا مع من يقطع طريقاً. واطلاق المخطوفين هو المطلب الاول والاخير». وناشد «الجميع الكف عن الخطابات المتشنجة واللامسؤولة، لأن المسائل تعالج بحكمة ورويّة، والجراحات لا تعالج بالتشنج وردود الفعل والانفعال. ونكرر وقوفنا وراء المؤسسة العسكرية من أجل اطلاق أبنائنا وعودتهم لوطنهم».
من جهته شكر رضا المصري، أحد وجهاء العائلة، السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، وقيادة الجيش واللواء عباس ابراهيم، «لتوجيهاتهم من أجل منع الفتن المتزايدة»، مؤكدا أن إطلاق العرساليين البريدي والفليطي جاء «كبادرة حسن نية من العائلة».
وفي السياق نفسه، نفى يزبك وعائلة المصري وجود مخطوف ثالث من عرسال في البقاع. وتجدر الإشارة إلى ان المدعو وائل الدلباني خطفه مجهولون في بعلبك، ليطلق بعد ساعات في محلة عدوس. وكشف يزبك عن لقاء موسع سيعقد السبت المقبل، يضم نواب تكتل بعلبك الهرمل وفعاليات وعشائر المنطقة «من اجل وضع عهد وميثاق بألا يتكرر ذلك في المنطقة».