لا شك في أنّ رقم 22 ألف مشاهدة أنعش قلب lbci. رقم لافت حقّقه تقرير «من هو أسامة منصور المتهم بمبايعة الدولة الإسلامية في طرابلس؟» (3:39) الذي تصدّر النشرة المسائية للمحطة يوم الجمعة الماضي. التقرير فتح الهواء لمجموعة مجرمين وأعاد الترويج لسياستهم التحريضية. فيديو أسهم في تبييض صورة أسامة منصور (27 عاماً) الذي «بايع تنظيمي النصرة وداعش».
ذهب مراسل القناة إدمون ساسين بنفسه إلى «حيّ الأهرام» في باب التبانة (طرابلس). ولتكتمل الحفلة، رافقه الإرهابي شادي المولوي الذي زايد على رفيقه في إطلاق التهديدات وبثّ التحريض الطائفي والمذهبي.
يخال المشاهد للوهلة الأولى أنّ ساسين أعدّ العدّة المهنية وذهب مع فريق المحطة إلى وكر الوحوش ليحاججهم ويواجههم.
لكن سرعان ما تتضح وجهة الشريط: الإثارة الإعلامية عبر مقاربة هذه المجموعة المتشددة وفتح الهواء لها من دون أخذ أي مسافة نقدية. يقول المصري: «متل ما النصارى عندن حلم يكون في رئيس جمهورية نصراني، نحن كمسلمين نريد تطبيق الشريعة الإسلامية»، في إشارة واضحة إلى تبني «الحلم الداعشي».

تقرير «استضاف»
أسامة منصور
وشادي المولوي
بعدها، تحوّل الحديث إلى الجيش اللبناني وراح منصور يكيل له التهديد والوعيد، ويقول بكل ثقة: «فينا نقتلهم بأي لحظة إذا بدنا. الملالات بشارع سوريا ممكن نقبعها». وأرفق هذا التهديد بإعلان مجموعته عن «حماية مناطقنا السّنية». طبعاً، جاء الآن دور صديقه المولوي الذي ادعى أنّ مجموعته أدت دوراً في الإفراج عن العسكريين «السنة» المحتجزين، داعياً إلى قتل البقية من «الروافض» لأنهم «أبدوا العداء وقاتلوا أهلنا في القصير وعبرا ويبرود»!
طبعاً، حفلة التحريض والتهديد بدم بارد لم تنته هنا. استكملها ساسين بفتح المجال لتبرئة هؤلاء من دم الشاب فواز بزي الذي جرت تصفيته على «الهوية» أخيراً في باب
التبانة.
أتى المولوي لينفي هذه التهمة ويضعها على كتف «جهات مجهولة «قامت بتصفيته»!
بدأ التقرير بسرد سيرة منصور الصادرة بحقه عشرات مذكرات التوقيف، والمبايع لتنظيمات إرهابية، وأيضاً المشارك في معركة عرسال. فقد «أنشأ مجموعة مؤلفة من 20 شخصاً وقام باحتلال مسجد في المنطقة». كل هذه الأسطر نسفت مرة واحدة في الشكل والمضمون كيفية التعامل مع مجرمين من أمثاله.
ولا شك في أنّ لعبة الكاميرا التي أخذت تدور وتجول مع كل من منصور والمولوي وتظهرهما يتجولان بين الناس ويقومان بمصافحة بعضهم بابتسامة هي لعبة مكشوفة في تبييض صفحة هذين المطلوبين.
بطبيعة الحال، للناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي الحق في التعبير عن السخط الذي اعتراهم نتيجة مشاهدة هذا الشريط الذي جاء بعد أيام فقط على الاجتماع الذي دعا إليه وزير الإعلام رمزي جريج و«المجلس الوطني للإعلام» مع رؤساء تحرير النشرات في القنوات اللبنانية للبحث في المقاربة و«السياسة الإعلامية» تجاه قضية الجنود المختطفين وأحداث عرسال وسبل مواجهة الوحش الداعشي (الأخبار 2014/9/11)، لكن لا حياة لمن تنادي!