هناك عبارة كروية شهيرة تقول إن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للهلال السعودي الذي استعان بعكس هذه النظرية تماما وبات على أعتاب الظهور في نهائي دوري أبطال آسيا. واطمأن الهلال على قوة خطه الخلفي في بداية لقاء ذهاب الدور قبل النهائي واعتمد على الدفاع المنظم قبل أن يجتاح هجومه الخطير في الشوط الثاني مرمى العين الإماراتي ويسجل ثلاثة أهداف ويهدر ركلة جزاء ليفوز 3 - 0.
وما لم تحدث مفاجأة كبيرة في مباراة الإياب في العين في 30 أيلول الجاري فإن الهلال سيخوض نهائي البطولة الآسيوية وسط آمال بأن يحرز اللقب للمرة الثالثة بعد 1991 و2000.
وتلقى ناصر الشمراني نصيب الأسد من الإشادات بعدما أحرز الهدفين الأول والثاني في مرمى العين كما نال البرازيلي تياغو نيفيز نصيبه بعدما سجل الهدف الثالث ليعوض سريعا إهدار ركلة جزاء. لكن الروماني لورينتيو ريجيكامب مدرب الهلال أشاد بالجميع ورفض أن يختص لاعبا دون الآخر وقال للصحفيين عبر مترجم «لا يجب الحديث عن تياغو أو ناصر صاحبي الأهداف لكن يجب أن نتحدث عن كل الفريق».
وأضاف «قدم رباعي الدفاع (عبد الله) الزوري و(ياسر) الشهراني وديغاو وكواك (تاي هوي) مباراة كبيرة وبمساعدة ثنائي الوسط (ميهاي) بينتلي وسعود (كريري) وننهي أيضا بالإشادة بالرباعي الهجومي».
ورغم أن الفوز جاء بنتيجة كبيرة إلا أن المتابع للشوط الأول من المباراة ربما يكون تفكيره قد ذهب به إلى أن العين بقيادة الغاني أسامواه جياه هداف البطولة سيتمكن أخيرا من كسر صمود دفاع الهلال المستمر منذ عدة مباريات متتالية.
وقال مدرب ستيوا بوخارست السابق «كان من الطبيعي أن يبدأ الفريقان المباراة بحذر. لم نخاطر ولم يجازف المنافس أيضا لكن أتيحت لنا فرص خطيرة. أنا سعيد بالنتيجة النهائية بعد 90 دقيقة».
ولم يستقبل مرمى الهلال أي هدف في دوري الأبطال منذ تعادله 2-2 خارج أرضه مع السد القطري في الجولة الثالثة من دور المجموعات في 19 آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين خاض الهلال ثماني مباريات متتالية بدأها بالفوز 5 - 0 على السد ثم استكمل آخر جولتين في دور المجموعات بالتعادل في ضيافة الأهلي الإماراتي والفوز 1-صفر على سيباهان الإيراني.
وفي دور الستة عشر تفوق الهلال 4 - 0 على بونيودكور الأوزبكي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وحتى تلك اللحظة يدين الفضل في الصلابة الدفاعية للمدرب السابق سامي الجابر.
فالجابر أدرك أن دخول سبعة أهداف في مرمى الهلال في أول ثلاث مباريات لن يتماشى مع أحلام مشجعي «الزعيم» في استعادة اللقب.
وسار ريجيكامب بدقة على خطى الجابر رغم أن المهمة أصبحت أكثر صعوبة وفاز على السد 1-صفر في ذهاب دور الثمانية ثم تعادل بلا أهداف في لقاء الإياب قبل أن يخرج أول من أمس بانتصار كبير على العين.