لا يزال أهالي ريف إدلب تحت وقع الصدمة. أكثر من 43 طفلاً لقوا حتفهم حتى مساء أمس، نتيجة اللقاحات السامة ضد الحصبة التي يشرف على توزيعها «الائتلاف» المعارض. وبحسب المصادر الطبية، هناك «أكثر من 100 طفل مصاب وحالتهم حرجة».وفيما قدّم «وزير الصحة» عدنان حزوري ونائبه في «حكومة الائتلاف» استقالتيهما أمس، برّرت «مديرية صحة إدلب الحرة» حالات الوفيات بـ«حدوث خرق جنائي من قبل أياد مجهولة حتى الآن»، مضيفة أنّ «كل الاحتمالات المتعلقة لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام الذي يسعى إلى استهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق البلبلة».

في المقابل، كشف مصدر في وزارة الصحة السورية لـ«الأخبار» أنّ «كل عمليات التلقيح غير النظامية عامي 2013 و2014 جرت بإشراف الجمعية الطبية الأميركية السورية وما يسمى وحدة تنسيق الدعم (ACU) التابعة للائتلاف المعارض، التي تخضع لإشراف مباشر من وزارة الصحة التركية». وبحسب مصادر طبية، فقد حصلت تلك الجهة على لقاحات من جهات مجهولة ولم يصرح عنها، بعد امتناع منظمة الصحة العالمية عن تزويدهم بأية لقاحات إلا من طريق وزارة الصحة السورية. ويضيف المصدر أنّ «وزارة الصحة السورية أرسلت اللقاحات النظامية وأشرفت على عمل فرق التلقيح في جميع المناطق الخاضعة للمسلحين وقد تمّ بنجاح»، ما عدا بعض مناطق إدلب ودير الزور، حيث كان هناك تركيز إعلامي عالمي على اتهام الحكومة بحرمان الاطفال في دير الزو لقاحات شلل الأطفال. وهذا اللقاح كانت قد حصلت عليه الجهات المعارضة بالآلاف من طريق منظمتي «أطباء بلا حدود» و«أنقذوا الطفولة»، وكان مصيرها التلف في البرادات التي لم يوفروا لها طاقة كهربائية لحفظها.
وكانت وزارة الصحة السورية قد أنجزت مطلع أيلول الحالي حملة تلقيح شملت معظم الأراضي السورية بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، الذي تكفّل بإيصال اللقاحات إلى مناطق تسيطر عليها الجماعات المسلحة. تجدر الإشارة إلى أن منظمة «أطباء بلا حدود» كشفت أن عدد الإصابات بالحصبة في سوريا في حزيران الماضي قد وصل إلى سبعة آلاف.
وقال حينها مصدر في «الطبابة الشرعية في حلب» إنّ عدداً كبيراً من حالات الإصابة بالحصبة «سُجِّلت في مستشفى الجامعة الحكومي في حلب وفي مشافٍ أخرى، وجميعها لأطفال من المقيمين من أرياف إدلب».
وأمام هذا الواقع، اكتفى «الائتلاف» المعارض بتقديم التعزية إعلامياً لأهالي الضحايا، عبر أمينه العام نصر الحريري، الذي قال في بيان: «أتقدم باسم الائتلاف الوطني بخالص التعازي لأهالي الأطفال الذين قضوا في ريف إدلب، بعد تلقيهم جرعات من اللقاح، ضمن الحملة التي بدأتها الحكومة السورية المؤقتة يوم أمس ضد مرض الحصبة في المناطق».