قطع الرئيس سعد الحريري بعد ظهر أمس الشكّ باليقين، حين حوّل ترشيحات نواب تيار المستقبل الحاليين منهم والمحتملين للانتخابات النيابية المقررّة في تشرين الثاني المقبل، إلى غير ذات قيمة. إذ حسم الحريري، في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، و«ليتفضلوا لإنهاء الفراغ في الرئاسة، ونحن على استعداد لأي استحقاق آخر. وخلاف ذلك، هناك رهان على المجهول، وربما السقوط في الفراغ التام». ونفى رئيس الحكومة السابق «الكلام الكثير الذي سيقال عن صفقة التمديد لمجلس النواب... لا صفقة، ولا من يحزنون».وبدا كلام الحريري ردّاً على ما يكرّره الرئيس نبيه برّي في الآونة الأخيرة، وإصراره على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وقوله الأسبوع الماضي: «أهلاً بالفراغ». وكان النواب قد نقلوا عن بري بعد لقاء الأربعاء أمس قوله إن «الأجواء حول العمل التشريعي أفضل، وهناك تقدم في هذا الشأن»، آملاً «الوصول إلى نتائج إيجابية لاستئناف العمل التشريعي للمجلس».

غير أن مصادر بارزة في تيار المستقبل، نفت لـ«الأخبار» أن يكون كلام الحريري ردّاً على برّي، «إنه رد على (النائب ميشال) عون، الذي قال (أول من) أمس إن صفقة التمديد قد تمت». ورأت مصادر أخرى في التيار أن «لا جديد في كلام الحريري، بل هو كرّر موقف التيار المبدئي من ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي قبل الاستحقاق النيابي». وقالت إن «حديث الشيخ سعد جاء مكملاً لبيان كتلة المستقبل الذي أكد أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه لا يمكن إجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور، إذ لا جهة دستورية قادرة على إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، وبالتالي ستذهب البلاد حينها إلى الفراغ التام». وذكرت كتلة المستقبل في بيان لها أنه «يجب أن يكون واضحاً أن الترشيحات التي تقدمت بها الكتلة، هي على أساس أن انتخاب رئيس الجمهورية هو شرط مسبق لإجراء الانتخابات النيابية، وعلى أمل أن يكون هذا الانتخاب قد تم قبل حلول موعد الانتخابات النيابية... ولن تقبل الكتلة بأي استحقاق آخر قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وبدا لافتاً في البيان مطالبة الكتلة بـ«العمل على الاستفادة من مندرجات القرار 1701 الذي يتيح للحكومة اللبنانية في البند 14 الطلب من مجلس الأمن توسيع عمل نطاق قوات اليونيفيل ونشرها على الحدود الشرقية والشمالية حماية للبنان».
من جهتها، ردّت مصادر نيابية في تكتل «التغيير والإصلاح» على كلام الحريري، وسألت في اتصال مع «الأخبار» عن «قرار الحكومة التي يمثّل تيار النائب سعد الحريري ثلثيها إجراء الانتخابات النيابية، وهل نسي أن وزارتي العدل والداخلية المعنيتين المباشرتين بإجراء الانتخابات من حصة تياره السياسي؟». وسألت أيضاً: «كيف يمكن أن يبرر الحريري عدم إجراء الانتخابات؟ أو كيف سيمنعها؟ لماذا ترشّح نوّابه إذاً؟».
وأضافت المصادر أنه «في لعبة عضّ الأصابع التي أعلن عنها الحريري، سندخل حتماً في الفراغ على كلّ المستويات، وكلامه أشبه بدعوة صريحة لإعادة البحث في اتفاق الطائف». وتابعت: «نريد تهنئة الحريري على هذا التصريح وهذه الجرأة، وإن كنا سندخل في الفراغ التام، فإننا نتطلع لانتقال هادئ لبحث النظام السياسي اللبناني، انطلاقاً من الاقتراح المقدم من العماد ميشال عون، وصولاً إلى صياغة قانون انتخابي يجسد تمثيلاً حقيقياً للشعب اللبناني».
بدورها، أكدت مصادر نيابية بارزة في فريق 8 آذار أن «الحديث عن الدخول في الفراغ التام، والتهديد به، يؤدي إلى انهيار المؤسسات في البلد، وسنضطر إلى البحث عن اتفاق جديد، يشبه الطائف. هل لدى الحريري والسعودية استعداد لذلك؟».

فوز 10 نواب بالتزكية

من جهة أخرى، حين أقفل باب الترشيح منتصف ليل أول من أمس، تبين أن أحداً لم يترشح عن المقعدين الشيعيين والكاثوليكي في دائرة قرى صيدا، سوى بري والنائبين علي عسيران وميشال موسى. وتبين أيضاً فوز كل من النواب علي بزي وحسن فضل الله وأيوب حميد عن المقاعد الشيعية في بنت جبيل، ومحمد رعد وعبد اللطيف الزين وياسين جابر عن المقاعد الشيعية في النبطية. وحده النائب نعمة طعمة فاز عن المقعد الكاثوليكي في قضاء الشوف.

عون في كليمنصو

بدوره، أشار عون بعد لقائه النائب وليد جنبلاط في كليمنصو إلى أن «الظروف التي يعيشها لبنان استوجبت هذا اللقاء، ومن الطبيعي أن نستكمل الأحاديث مع النائب جنبلاط، ونرى التطورات لكي نساعد في الأجواء الداخلية ونثبت الوحدة الوطنية ويكون لبنان موحداً لمواجهة هذه الأخطار، وهذا اللقاء ليس الأخير وليس رداً لزيارة جنبلاط للرابية».
جنبلاط: لا يمكن أن
ننفي أن لعون حيثية أساسية للترشح للرئاسة

ولفت إلى أن «نظراتنا متقاربة حيال المواضيع التي تحدث في لبنان والتنسيق مستمر، لكن البحث لم يتطرق إلى موضوع الرئاسة». وحول الانتخابات النيابية، قال عون: «الرئيس نبيه بري أكد أن التمديد لم يصبح أمراً حتمياً، ولهذه الأسباب قدمنا ترشيحاتنا».
من جهته، قال جنبلاط إن «الزيارة ليست للمجاملة، والتنسيق مستمر بيننا، لعون حيثية أساسية للترشح للرئاسة، وهذا أمر لا يمكن أن ننفيه». وفي سياق آخر، قال جنبلاط إن «الحرب على داعش يجب أن تكون تحت الفصل السابع، على أن تشمل جميع الفرقاء والدول المعنية»، مضيفاً: «أوافق الجنرال في ضرورة مشاركة الجميع في الحرب على الإرهاب».

وفد حزب الله عند وهاب

في سياق آخر، أكد الوزير السابق وئام وهاب بعد استقباله وفداً من حزب الله ضم عضو المكتب السياسي محمود قماطي وعلي ضاهر، أن «أي محاولة لاستهداف سوريا أو الجيش السوري من خلال هذا الحلف (الأميركي) يعني تفجيراً لكل المنطقة، وأن أي اعتداء على سوريا أو الجيش السوري هو اعتداء على كل دول المقاومة في هذه المنطقة وخارجها». واعتبر أن «مواجهة الإرهاب تبدأ بكلمة صغيرة ووحيدة توجهها واشنطن إلى حلفائها في المنطقة بأن توقف دعم الإرهاب بكل صراحة، وطالما لم يصدر الأمر الأميركي بذلك فهذا كله نفاق وكذب ولن يوصل إلى أي مكان». وفي ما يتعلق بالساحة اللبنانية قال وهاب إن «المطلوب دعم الجيش اللبناني، وكل القوى السياسية، وفي طليعتها المقاومة، جاهزة لمواجهة أي خطر على لبنان، إسرائيلياً كان أو تكفيرياً، لأن الخطة واحدة في النهاية».




لبنان يتوقف عن استقبال النازحين

بدأت الحكومة اللبنانية إجراءات جدية للحدّ من أزمة النازحين السوريين إلى لبنان. وللغاية، أبلغ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أن «لبنان بدءاً من أول تشرين الأول المقبل، لن يستقبل أي نازح سوري جديد، إلّا في الحالات الإنسانية الحرجة».
وأكد المشنوق أن «عدم استقبال النازحين لا يعني منع السوريين من دخول لبنان». وبحسب الإحصاءات، بلغ عدد النازحين المسجلين حوالي مليون و180 ألفاً، بالإضافة إلى 300 ألف مواطن سوري يقيمون في صورة دائمة على الأراضي اللبنانية.