سيلفانا أنطون شيحا، زوجة النائب السابق منصور البون، قدّمت أوراق ترشحها الى الانتخابات النيابية. أراد البون أن تكون «السيدة» وريثته السياسية، لذلك كان من المقرر أن «تترشح وحدها»، استناداً الى أحد المقربين منه، الا أن «شريكة عمر» البون أبت الا أن يسيرا يدا بيد، فـ «أقنعته بأن يقدم أوراقه معها، متذرعة بأن الظروف قد تتبدل ونكون بحاجة الى ابقاء القديم».
ترشح شخصين من أفراد العائلة الواحدة للنيابة سابقة حدثت في عدد من الاقضية، لكن الاستثنائي، هنا، أن المرشحين زوجان. ترشيح شيحا قسم الرأي العام الكسرواني الى ثلاثة. قسم أكد أن البون «يلعب احدى لعبه السياسية، طالما أنه يعلم أن الانتخابات مؤجلة». آخرون يعتقدون بأن «العماد ميشال عون طلب ذلك حتى يضمها الى لائحته، محل النائبة جيلبيرت زوين». أما القسم الثالث، فربط الترشح بـ «الخبريات التي نُشرت العام الماضي عن تردي صحة البون». أما المقربون من العائلة، فلهم رأي آخر. ينفون وجود «مناورة» وراء ترشيح «الكوبل». أكثر من ذلك، يؤكّد هؤلاء أن «ترشيح سيلفانا هو الثابت، وأن الشيخ سينسحب لمصلحتها لأنه آن له أن يرتاح»، ولكنه «من أجل تشجيعها بعدما كانت مترددة، قدم أوراقه أيضا».

نموذج البون في العمل السياسي لا يشبه أحداً. نمط حياته اليومي لم يتغير منذ ترشح مكان والده النائب فؤاد البون. عند الثامنة صباحا يكون قد غادر جونية الى بيروت حيث يتنقل بين الادارات الرسمية متأبطاً ملف الخدمات. ولا يعود قبل أن يتأكد من سير المعاملة، لكنه، على الرغم من ذلك، خسر في الانتخابات النيابية في دورتي 2005 و2009 بعدما ترشح على لائحة قوى 14 آذار، بفارق 600 صوت تقريبا عن آخر الرابحين زوين. وهو من الثوابت الكسروانية التي تدفع عون «الى أن يحسب له حساب، وفي المقلب الآخر لا يمكن لـ14 آذار أن يؤلفوا لائحة من دونه»، استناداً الى أحد النواب. يصفه بالحالة «القابلة للاستمرار لأنه يعرف جيدا كيف يحمي نفسه من تقلبات السياسة، اضافة الى أن الاحزاب في كسروان لم تتمكن من ترجمة وجودها بأشخاص من المنطقة. هو رقم صعب». يتنقل بين الفريقين المتخاصمين، رافضاً أن يحسم خياراته حتى اللحظات الاخيرة. يزور عون صباحا، ليتوجه الى معراب معزيا سمير جعجع بوفاة والده مساء. وخلال النهار يطمئن زواره إلى أن «آل الحريري لم يبخلوا عليه يوما، حتى في ظل أزمتهم المادية».
يقول أحد أصدقائه من السياسيين إن «منصور قرف. منذ سنوات يقوم بهذا الجهد اليومي ولم يستطع ترجمته في الانتخابات، علما أن الاحصاءات تضعه في المرتبة الثانية بعد عون». لا شغل له سوى الانتخابات النيابية «لكن أتى التمديد ليشلّه. مازحنا قائلا إنه يفكر بالترشح في دائرة جزين على مقعد الراحل ميشال حلو». كل هذه العوامل دفعته جديا الى «الانسحاب من أجل زوجته لا أحد أولاده. أولاً لانهم تحت السن القانونية، وثانياً لانه أوصاهم عدم الاقتراب من السياسة».
تسويق اسم
سيلفانا أكثر سهولة لدى العونيين الناقمين على زوجها

تستطيع «سيدة جورة بدران» (مسقط رأس البون)، أن تحمل الشعلة بكل أمانة، «فهي حاضرة في المجتمع الكسرواني، اضافة الى كونها ابنة شيحا، من العائلات البورجوازية الملّاكة في جونية، كما أن والدها كان عضوا في البلدية أيام حنا البستاني أواخر ستينيات القرن الماضي». يقول السياسي العوني إن «هناك سهولة أكبر في تسويق اسم سيلفانا لدى العونيين الناقمين على منصور، اذا ما جرى الاتفاق مع الجنرال»، كما أنها «ليست مرشحة معركة، لذلك يمكنها الترشح على أي لائحة». لم يبحث الموضوع مع «عون حين زاره البون في تموز الماضي، فالتحالف بينهما لم يحسم بعد».
لم يرفع البون بعد الراية البيضاء معلنا استسلامه. يعرف جيدا أن لا بديل عنه لناحية الخدمات ووتيرة العمل التي تعوّدها الكسروانيون. بيد أن السياسة أنهكته. هاتفه الذي لا ينفك يرن لم يعد يرد عليه الا نادراً. بات يفضل اشغال نفسه في تشحيل الاغصان اليابسة في حديقة المنزل. ولا ينسى أن يطمئن كل من يشك في قدرات شيحا على اكمال المسيرة بأن «سيلفانا هي منصور»، كما ينقل عنه.