القبضة الحديدية للتلفزيون الرسمي لم توفّر سابقاً النجم السوري سلوم حداد، فوضعت «فيتو» عليه ومنعت ظهوره على شاشتها، ولو من خلال مشاهد جسدها في مسلسل قديم. وكان سبق لصاحب شخصية «أبو زيد الهلالي» (إخراج باسل الخطيب وتأليف محمد أبو معتوق) أن تعرّض لمضايقات مطلع الأزمة السورية على مرأى من جموع الناس وأمام العشرات من زملائه الفنانين. كذلك، تعرّض لإطلاق رصاص على الطريق الدولية بين حمص ودمشق.
كل ذلك دفع الرجل إلى الاعتكاف بعيداً من أي ظهور إعلامي أو مواقف معلنة، فلجأ إلى العمل خارج سوريا كما فعلت غالبية النجوم بعد انزلاق الأوضاع الأمنية في الشام نحو الهاوية. هكذا، فتح الباب على مصراعيه أمام موجة من الإشاعات اعتبرت أن للممثل مشكلة شخصية مع النظام السوري، وقد صدر حكم بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة ولن يتمكّن في المدى المنظور من العودة إلى دمشق. وقد تعزّزت تلك الشكوك بعدما اعتذر حداد الموسم الماضي عن عدم المشاركة في «بواب الريح» (كتابة خلدون قتلان وللمخرج السوري المثنى صبح) رغم إعلان شركة «سما الفنّ» المنتجة موافقته على العمل. إلا أنّ «الزير سالم» (إخراج حاتم علي وتأليف ممدوح عدوان) حزم حقائبه قبل يومين ليحط رحاله في دمشق عائداً من الإمارات العربية قاطعاً دابر الإشاعات. يعلن حداد في حواره لـ «الأخبار» بأنه «لم يعد خافياً على أحد حجم المؤامرة الدولية التي تتعرّض لها سوريا. لذا، صار من الواجب العودة إلى الشام بعدما لوحظ انحدار الدراما السورية والرغبة العارمة لدى بعض الخبرات في استنهاض الهمم والعودة إلى الريادة.
مسلسل طويل من كتابة حازم سليمان يحمل عنوان «العراب»


سوريا بحاجة لكل واحد من أبنائها في هذه الفترة، ما جعلني أعتذر عن عروض عمل كثيرة، وأعود إلى بلادي». أما بخصوص الظرف الأمني المتردّي وصعوبة استحضار مزاج عال لتقديم أعمال مهمة، فيقول «الحياة مستمرة بخوف ومن بدونه، والتفكير بهذه الطريقة يعني أننا لن نعمل وسنبقى منتظرين. وضعنا النفسي وتماسكنا مسألة نحن من نصنعها ونقرّرها بالتزامن مع معاودة بناء ما دمّرته الحرب». من جانب آخر، يلفت نجم «مشاريع صغيرة» (تأليف ممدوح حمادة إخراج المخرج المثنى صبح) إلى أنّه رفض خلال الفترة السابقة إجراء لقاءات على منابر معارضة لأن كل ما يمكن فعله حالياً «هو توجيه تحية وإن كانت خجولة إلى سواعد الجيش العربي السوري الذي يخوض معارك شرسة لحماية الوطن والشعب من هجمة الوحوش البشرية الحاقدة.
كذلك، لن يروق لتلك المحطات القول إنني مع قيادة بلدي حتى النهاية». أما عن المشاريع المطروحة حالياً، فيؤكد أنه ملتزم إنجاز جزء ثان من مسلسله الخليجي «القياضة» (قصة وأشعار محمد سعيد الضنحاني وسيناريو فيصل جواد) الذي أخرج جزءه الأول في الموسم قبل الماضي. أما في سوريا، فقد أبرم اتفاقاً مع المثنى صبح على لعب دور البطولة في مسلسله «في ظروف غامضة» (كتابة فادي قوشقجي وإنتاج «سما الفن») وسيبدأ تصويره قريباً في دمشق، على أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل. والعمل دراما اجتماعية تبدأ حكايتها عندما تقع دارين (رشِّحت النجمة سلاف فواخرجي للدور) التي تنتمي إلى عائلة مثالية ضحية جريمة ارتكبها أحد أفرادها، وتبدأ الأحداث بمواكبة رحلة الضحية في فضح خفايا العائلة عبر مجموعة من القصص وآلية الربط المنطقي مع الظروف التي تعيشها البلاد. المسلسل يقدّم جريمة قتل تضع شخصيات الحكاية أمام واقعها المزيف وتضع المشاهد في مواجهة حقائق عصرية كشفتها المستجدات الأخيرة للساحة. أما مشروعه الثاني، فسيكون بعد بداية العام الجديد مع مسلسل طويل بعنوان «العراب» من ستين حلقة في محاولة لإعادة انتشار الدراما السورية من خلال عمل مصنوع بجودة عالية ويشارك فيه نجوم عرب. علماً أنّه من كتابة حازم سليمان نقلاً عن رواية «1969» للروائي الاميركي الإيطالي ماريو بوزو.