بعد أسابيع من السلبية، تمكنت الوساطة التي تقودها المديرية العامة للأمن العام، بالتعاون مع الموفد القطري، من تحرير أحد جنود الجيش اللبناني المخطوفين لدى تنظيم «داعش» في جرود عرسال المحتلة.المعاون أول المحرر هو كمال الحجيري (ابن بلدة عرسال) الذي خُطِف في 17 أيلول الماضي من مزرعة والده في جرود البلدة، وليس مع باقي العسكريين والدركيين الذين خطفهم «داعش» و«جبهة النصرة» إبان احتلالهما لعرسال في الثاني من آب الماضي.

وقالت مصادر معنية بالمفاوضات لـ«الأخبار» إن عملية الإفراج عن الحجيري «كانت معقدة، وليس مفيداً الكشف عن تفاصيلها حالياً». وقد تسلم الموفد القطري أمس الحجيري من عرسال، ونقلته دورية من الأمن العام إلى بيروت. وقالت المصادر إن إطلاق الحجيري يمثل بارقة أمل في الملف، لكن عملية المفاوضات التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والموفد القطري للإفراج عن باقي المخطوفين لا تزال معقدة. وأشارت مصادر أخرى إلى أن الموفد القطري حاول خلال اليومين الماضيين الحصول على تعهّد خطي من الخاطفين بعدم قتل أي من المخطوفين، بعدما حصل منهم على تعهد شفهي بذلك، «مع إبقائهم على ثغرة تتيح لهم التنصل من التعهد».
على صعيد آخر، علمت «الأخبار» أن أكثر من جهاز أمني كشف «بالأدلة وجود اتصالات هاتفية مباشرة بين الخاطفين وبعض أهالي المخطوفين». وقال مسؤولون أمنيون «إن بعض مسؤولي «جبهة النصرة» هم الذين يحددون للأهالي الطرق التي يجب عليهم إقفالها تحت عنوان المطالبة بالمقايضة». ولفتت المصادر إلى أن الخاطفين هم الذين حددوا سابقاً طريق ضهر البيدر وطريق ترشيش، قبل أن يطلبوا من الأهالي الانتقال لإقفال طريق المصنع أمس.
يتحرك الأهالي بناءً على توجيهات من الخاطفين

وعلى الرغم من عودة الوسيط القطري إلى جرود عرسال، بقي الوضع في ضهر البيدر على ما هو عليه بالنسبة إلى أهالي العسكريين، ووصل التصعيد صباحاً إلى قطع طريق بيروت ــ دمشق عند المصنع. ولدى تدخل قوة من الجيش لفتح الطريق، رفض الأهالي وحاولوا عرقلة القوة، فأوقف 3 أشخاص ليفرج عنهم بعد ساعات، وأبقي المعبر مفتوحاً.
وبعدما تسبّب قطع طريق ضهر البيدر لليوم الثامن على التوالي بخسائر اقتصادية فادحة في البقاع، زار مطران زحلة للروم الملكيين الكاثوليك عصام درويش وممثل مفتي البقاع خليل الميس الشيخ عاصم الجراح وعدد من نواب البقاع الأوسط الأهالي لحثّهم على فتح الطريق. وفيما أكد الأهالي أن «أبناءنا يطلبون منا كل يوم عدم فتح الطريق لأن السكين على رقابهم»، طالب درويش الدولة «بتّ عملية التفاوض»، وتوجّه إلى الأهالي بالقول: «أولادكم هم أولادنا، لكن البقاع اليوم مأسور ومحاصر. الطلاب لا يصلون إلى الجامعات والمحال مغلقة، والمواسم كادت تمحى». ودعا النواب وممثل المفتي الحكومة إلى إجراء مقايضة بين المخطوفين ومسجونين إسلاميين.