أمس كان يوم «المساءلة» الإسرائيلية، ليس باتجاه حزب الله، بل باتجاه حكومة تل أبيب. خرج الإعلام العبري، في اليوم الأول بعد عبوة شبعا، طارحاً الأسئلة: ما الذي يدفع حزب الله إلى تفجير عبوة بالجيش الإسرائيلي؟ وما هو مصير الردع قبالة حزب الله؟ وماذا عن انشغاله في سوريا ولبنان؟ هذه الأسئلة وغيرها، كانت مدار التعليق الإعلامي العبري أمس.
إن كان ضباط في الأركان العامة ما زالوا يعتقدون أن الردع قائم في وجه حزب الله، فإن الحزب أثبت من خلال «تشريكة العبوات» في شبعا، أن هذه النظرية قد انهارت، وأن الردع مات عملياً.
هذا ما خلصت إليه صحيفة يديعوت أحرونوت في مقالها الرئيسي أمس، تحت عنوان «الردع مات».
وأكدت الصحيفة أن (الأمين العام لحزب الله، السيد حسن) نصر الله، «هو الذي يملي ما يجري على الحدود الشمالية، وهو الذي يثير علامات استفهام كبيرة جداً، حول تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، بأن «حزب الله مردوع».
فمن يكون مرتدعاً لا يسمح لنفسه بالعمل، بحرية، في مقابل الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، كما يفعل حزب الله في العام الأخير، وبقوة أكبر في الأيام الأخيرة». أما لجهة الرد الإسرائيلي على عبوة شبعا، فأضافت «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي ردّ كما كان يردّ في الماضي، أي إطلاق قذائف على ما يقال إنها مواقع لحزب الله، لكنه قال في الوقت نفسه، من خلال هذا الرد: «تعالوا لننهي هذه المسألة، ولا نسبب جولة عنف جديدة».
حزب الله سيقوم بعملية برية خاطفة في الجليل وسيسقط الكثير من القتلى


بدورها، رأت صحيفة هآرتس أن الخطوط الإسرائيلية الحمراء في الشمال، خرقها حزب الله منذ أمد بعيد، وعبوة شبعا ليست إلا الأخيرة في سلسلة حوادث على الحدود، خلال الشهر الأخير فقط. وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، أنّ من الأفضل لتل أبيب أن تتعامل مع التهديدات التي تصدر عن حزب الله بمنتهى الجدية، إذ إن الحزب يسعى دائماً وباستمرار إلى تثبيت ميزان ردع جديد في مقابل إسرائيل. وأكدت الصحيفة أن ما يجري على الحدود يشير إلى أن «حزب الله ليس خائفاً، وليس مرتدعاً، ولا يخشى شنّ هجمات على جنود الجيش الإسرائيلي».
من جهته، توقف موقع «واللا» الإخباري العبري أمام ما سمّاه الحادثة التي لا تقل دلالة عن العبوة نفسها، وهي تبنّي حزب الله المسؤولية علناً»، لافتاً إلى أن «الحزب، من خلال هذه الرسالة، يحاول فرض خطوط حمراء جديدة على إسرائيل».
وكتب بن كسبيت في صحيفة معاريف، يشير إلى أن حزب الله يستفز إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن لا نتعامل بجدية كبيرة جداً مع هذا الاستفزاز، مشيراً إلى أن «تشريكة العبوات في شبعا، هي آخر إشارات التحدي من قبل حزب الله في وجه إسرائيل، التي تحولت تقريباً إلى حدث يومي. إذ رغم انشغاله في قطاعات أخرى، في سوريا وفي شرق لبنان في مواجهة أعداء شديدي القوة، إلا أن نصر الله يستهزئ بنا ويتحدانا، الأمر الذي يدفع البعض إلى التفكير بحرب لبنان الثالثة، وأن عبوة شبعا ليست إلا حدثاً يشير إلى أن المسدس وضع على الطاولة».
وفي رده على من يتحدث من الإسرائيليين عن الحرب، يؤكد بن كسبيت أن الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون «أكثر شدة وأكثر تدميراً وفتكاً ودقة، كذلك لن تشكل القبة الحديدية رداً ملائماً على صواريخ حزب الله، الذي سيحاول القيام بعملية برية خاطفة في الجليل. وفي هذه الحرب سيسقط الكثير من القتلى، سواء في الجبهة الداخلية أو في جبهة القتال، ما يعني أن عملية «الجرف الصامد» في قطاع غزة، ستبدو كـ«نزهة هادئة لفترة ما بعد الظهر»، قياساً بما سيحدث لنا في حالة الحرب مع حزب الله».




الحريري و«غرفة عمليات حزب الله»!

علّق الرئيس سعد الحريري على التطوّرات في شبعا وبريتال معتبراً أن «استخدام الحدود منصة لتوجيه الرسائل الأمنية والعسكرية هو مغامرة جديدة»، وأن هناك «إمعاناً في تغليب المصالح الحزبية، واستدراج الجيش إلى مهمات تحددها غرف العمليات التابعة لحزب الله». من جهتها، أشارت كتلة المستقبل في بيان إلى أن «مسؤولية الدفاع عن لبنان هي مسؤولية حصرية على عاتق الدولة»، منتقدةً ما أسمته «إعطاء الذرائع المجانية للعدو الإسرائيلي». وعلّقت الكتلة على موضوع العسكريين بالقول إن «أهم مقايضة يمكن أن تحصل هي انسحاب حزب الله من سوريا مقابل إطلاق سراح المخطوفين جميعاً».