جنيف | بعيد حضوره عشاء تكريمياً الى مائدة سفيرة لبنان في جنيف نجلا رياشي عساكر، اختار رئيس مجلس النواب نبيه بري التمشي بعض الوقت على رصيف بحيرة جنيف. كانت مناسبة كي يعيد تأكيد مواقفه من الانتخابات النيابية وتمديد ولاية المجلس. ورغم الانطباع الشائع في بيروت بأن التمديد واقع حتماً تحت وطأة ضغوط أمنية وأخرى سياسية، لفت بري الى انه تعمّد عدم تحديد موعد لجلسة تشريعية ثانية بعد اولى في الاول من تشرين الاول، كان يعتزم الدعوة اليها الاسبوع التالي في 8 تشرين الاول، فسحاً في المجال امام اتضاح الخيارات المتداولة، غير القاطعة الى الآن على الاقل في رأيه.
على طرف نقيض من الافرقاء الآخرين، يوحي رئيس المجلس بأنه يضع حظوظ اجراء الانتخابات والتمديد على قدم المساواة، الى ان يحدد البرلمان خياراته النهائية. بيد انه يسارع، وهو يتحدث مع الصحافيين على رصيف البحيرة، الى تأكيد موقف كان قد ادلى به الاسبوع الماضي رداً على الرئيس سعد الحريري الرافض المشاركة في انتخابات نيابية لا يسبقها انتخاب رئيس الجمهورية.
اجتماع بين علي حسن خليل ونادر الحريري ملاقاة لموقف بري من الحريري

قال رئيس المجلس انه لاقى الحريري في موقفه ــــ رغم اصراره هو على اجراء الانتخابات ــــ انطلاقاً من تمسّكه هو أيضاً بانتخاب رئيس الجمهورية اولاً، وأخذه في الاعتبار تغيّب «مكوّن اساسي» عن اي انتخابات نيابية تجرى، ناهيك بما بلغ اليه ان نواب تيار المستقبل سيسحبون ترشيحاتهم ما ان يتبين اجراء انتخابات نيابية لا يسبقها انتخاب الرئيس.
يقول بري ايضاً ان موقفه هذا لا يرتبط بإحجام تيار المستقبل بالذات عن المشاركة في الانتخابات، بل اي فريق لبناني يفعل الامر ذاته وينظر اليه على انه مكوّن اساسي.
صدى موقفه هذا بتأييد وجهة نظر الحريري عكسه اجتماع عقد اخيراً بين الوزير علي حسن خليل ومستشار الرئيس السابق للحكومة نادر الحريري، كشف رئيس المجلس انه تناول وجهتي نظرهما، خصوصاً ان بري يعوّل على نحو رئيسي على دور تيار المستقبل، كقوة سنية معتدلة، لاستيعاب التيارات المتطرفة داخل الطائفة.
بعدما تبلغ من وزارة الداخلية تعذر اجراء الانتخابات النيابية، وكذلك كان موقف الوزير نهاد المشنوق، لاحظ رئيس المجلس ان البرلمان امام احد خيارين: احدهما تمديد تقني يصير من خلاله الى ترميم قانون الانتخاب، ومن ثم ترميم ولاية المجلس تفادياً للفراغ لبعض الوقت، بعدما تقدمت كتلة حزب القوات اللبنانية باقتراح قانون يقضي بتعديل المهل في قانون الانتخاب كي يصير الى اجراء هذه الانتخابات. والاخرى تمديد ولاية المجلس عملاً بالاقتراح الذي تقدم به النائب نقولا فتوش.
الى الآن لا خيار محسوماً نهائياً بينهما، رغم تأكيد رئيس المجلس انه لا يتوجس من اجراء الانتخابات النيابية. هو فاز بالتزكية عن دائرته، وكذلك معظم نواب كتلته.
لكنه يتوقف ملياً عند الوضع الامني في البلاد، معرباً عن قلقه منه قائلا: «هو اكثر ما يشغلني وليس المواضيع والملفات السياسية. انا اعتبر التعرّض للجيش في طرابلس وعكار امراً خطيراً يحتاج الى موقف موحد. انه بالنسبة اليّ هاجس كبير يوجب علينا ان لا نختلف عليه».
كان المكان الذي تمشّى فيه بري مناسبة كي يُسأل عن حدث خبره قبل 31 عاما، عندما حضر ــــ رئيساً لحركة امل ــــ في تشرين الاول 1983 الى جنيف للمشاركة مع القادة اللبنانيين في حوار وطني انبثقت منه آنذاك مسودة تسوية. قال: «لا تنسوا لوزان (آذار 1984). اتينا الى هنا ايضاً».
عندما سئل هل تتكرر تجربة الحوار الوطني اللبناني في هذا المكان، اجاب: «لا نحتاج الى فنادق للحوار في جنيف. لدينا في لبنان فنادق ومؤسسات يقتضي ان تعمل».
وكانت اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في دورته 131 الذي يفتتح اليوم، بدأت باجتماعات تحضيرية للجانها ومجموعاتها البرلمانية صباح امس في مقر الامم المتحدة في جنيف، وشارك النواب عبداللطيف الزين ومحمد قباني واميل رحمة في جلسة البرلمانات الآسيوية، بينما شاركت النائبة جيلبرت زوين في اجتماع اللجنة البرلمانية النسائية. وأقرت المجموعة الآسيوية مشاريع قرارات دانت فيها الارهاب والتطرف العنيف بالاجماع. وقدم رحمة مداخلة حذرت من خطورة تزايد اعداد النازحين السوريين والعراقيين الى لبنان، مطالباً البرلمانيين الآسيويين بمساعدة هذا البلد على تحمل أعباء هذه المشكلة الخطيرة. وتناول خطورة تهجير مسيحيي الموصل والايزيديين والاكراد في العراق وسوريا.
وشارك الوفد اللبناني ظهراً في اجتماع مجموعة البرلمانات الاسلامية، والذي طغى عليه عنوان الارهاب.