كما في كل عام عند إحياء ذكرى 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، ينقسم المشهد السياسي (المنقسم أصلاً) ومعه المشهد الإعلامي وتحديداً بين فريقي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر». أمس، تقاسم كل منهما المشهد، وأخذ كل فريق يغني على ليلاه الى حدّ التناقض التام. «ذكرى 11 تشرين الأول» بالنسبة الى العونيين هو اليوم الذي «طُبع في التاريخ (..) يوم كاد لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا صمود شعبه» كما جاء على الصفحة الخاصة بـ«قطاع الشباب في التيار الوطني الحر» على فايسبوك لدى لقائهم العماد ميشال عون.أما بالنسبة إلى الفريق القواتي، فهو «ما إن هدرت طائرة «السوخوي» لاذ بالفرار» وهو ذاك الفار من «قصر بعبدا معلناً خلال 47 دقيقة استسلامه ونقل القيادة الى العماد أميل لحود» حسب ما جاء على صفحة «القوات» الفايسبوكية. هو صراع بكل ما للكلمة من معنى يشهده العالم الإفتراضي بكل تشعباته. مقالات بالدزينة ينشرها موقع «القوات» الإلكتروني ومعه جرعات عالية من السخرية والإتهام بالجبن لعون لأنه كان من «الأجدى أن يبلغ الأبطال الذين قاتلوا ببسالة وحتى الإستشهاد (..) أنه فرّ واستسلم عوض تركهم في ساحة المعركة» كما جاء في مقال على الموقع عينه تحت عنوان: «ماراتون 13 تشرين من وين لوين؟» في إشارة إلى الماراثون الذي نظمه العونيون يوم السبت الماضي من منطقة «ضهر الوحش» وصولاً إلى الرابية منزل العماد عون متناوبين حمل الشعلة التي بحسب بيان التيار ترمز إلى «النضال الدائم والمستمر في سبيل الوطن».
هو يوم نضالي من «التظاهرات والتوقيفات والتعذيب» وفيه الشباب «حملوا السلاح من دون مقابل وقاتلوا في صفوف الجيش. اعطوا أمثولة وطنية للمواطنين وللجيل الآتي» كما جاء على لسان عون أثناء لقائه شباب «التيار» أول من أمس على فايسبوك. وهو يوم «حزين، شعب مفجوع ومخدوع» كما عنون موقع «القوات» مقال ميشال طوق أمس. يوجز طوق في مقاله مفاصل هذا النهار أي 13 تشرين الأول حسب وجهة نظره. ولم ينس أن يكيل الإتهامات لعون ولمناصريه مع المزيد من اللوم لأنهم ناصروا «السوري» بعدما كانوا من أشدّ معارضيه.