جنيف | في الأسبوعين الاخيرين، طغى على كلام الرئيس نبيه بري التركيز على دعم الجيش وحمايته، فتصدّر احاديثه عما عداه من مواضيع يطرقها في الغالب امام زواره. كان اول مَن اعلن غداة انتهاء حرب 2 آب بين الجيش والتنظيمات الارهابية رفض المقايضة، ورجح رفض الجيش لها وابتعاده تماماً عن التفاوض مع خاطفي عسكرييه.
عشية جلسة مجلس النواب، في الاول من تشرين الاول، لمناقشة مشروع سلسلة الرتب والرواتب، اظهر حرصه على سلسلة العسكريين بعدما بلغه تذمر قيادة الجيش، ثم تلقى ليلا من وزير الدفاع الوطني سمير مقبل مكالمة أبلغه فيها برغبته في فصل سلسلة العسكريين عن المعلمين والموظفين. في اليوم التالي استجاب الطلب على عجل. تحمّس للهبة العسكرية الايرانية وحضّ على قبولها، وغمز من قناة السفير الاميركي دافيد هيل عندما استقبله اخيرا حيال المساعدة الايرانية المجانية. لم ييأس من الهبة السعودية وإن افصح مراراً عن استغرابه لتأخير تنفيذها، مرسلا باللائمة على الفرنسيين. قال دائماً ان ما يعنيه هو تسليح الجيش من حيث يمكن ان يأتي، من غير ان يهتم بما تحتاج اليه المؤسسة العسكرية، ما دامت ادرى بما تريد. في جنيف كرّر تأييد الهبة الايرانية وحض على دعم الجيش.
معظم هذه المواقف اعاد رئيس المجلس تأكيدها في احاديث جانبية مع الصحافيين الذين رافقوه الى جنيف. حينما سئل عن تزايد حالات فرار عسكريين من قطعهم والالتحاق بتنظيمات ارهابية، لم يرَ بداً من القول انها «حالات فرار فردية تحصل في كل الجيوش. المهم ان لا تتوافر بيئة حاضنة تحرّض العسكريين على الفرار. لا الآن، ولا في ما بعد». ولاحظ ان البيئة الحاضنة «اخطر بكثير من حالات الفرار التي يمكن تجاهلها ما دام عسكريون افراد يقومون بها. في وسع البيئة الحاضنة متى توافرت وضمنت لنفسها الحماية فعل ما هو اكثر خطورة، بتأليب جزء من المجتمع على الدولة والمؤسسات العسكرية والامنية. وهو ما يقتضي تداركه».
ولفت الى «محاولات عدة تكررت في الماضي لضرب الجيش من الداخل، الا انها باءت بالفشل. الا ان ذلك لا يعفي الدولة من الاضطلاع بدور اساسي في مواجهة اي محاولة لتوفير مثل هذه البيئة والمناخات». ويشير الى ان بعض السياسيين،
من شروط
خاطفي العسكريين نقل موقوفين من اليرزة الى رومية!


وبينهم نواب، ساهموا في الاساءة الى الجيش، بتوجيه الانتقاد الجارح اليه وهو يواجه حربا ضارية ضد الارهاب، وقبل ذلك ايضا». وكذلك في جانب من الاضطرابات في الشمال، وخصوصا طرابلس، عبر استمرار توافر الغطاء السياسي للمعتدين على الجيش.
يضيف رئيس المجلس: «مسؤولية الدولة في نظري مساوية في تأثيرها وفاعليتها لما يقوم به المعتدون والارهابيون. اذا كانت هذه مسؤوليتها في زمن السلم، فماذا عساها تكون في زمن الحرب؟».
يقوده ذلك الى الحديث عن سجن رومية كأنه اصل العلة، او احد اصولها. يقول بري: «في سجن رومية قيادة لداعش وجبهة النصرة محمية من الدولة بفعل تساهلها حيال ما يجري في سجن صار يقود من الداخل اعمالا ارهابية في الخارج. ابواب الزنزانات مفتوح بعضها على بعض. ايام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اشترينا جهازا خاصا للتشويش على الاتصالات الفالتة في السجن بلغ سعره 750 الف دولار. الى الآن لم يستخدم، ولا تزال داخل سجن رومية شبكة اتصالات هاتفية مع الخارج. هذا جزء من تساهل الدولة عما يجري فيه. مرارا ولسنوات اطلقت الصوت أن اجروا المحاكمات وأصدروا الاحكام. لكن احدا لا يصغي».
يضيف رئيس المجلس: «من آخر شروط الارهابيين خاطفي العسكريين، مطالبتهم بنقل سجناء ارهابيين من وزارة الدفاع الوطني الى سجن رومية. هذا يشير الى ما تعنيه الاقامة في سجن يبدو بالنسبة الى الارهابيين اقرب الى فندق. يحصلون فيه على كل ما يريدون، ويمنعون ما لا يريدونه. يدل ذلك ايضا الى اي مدى في وسع الارهابيين التصرّف في سجن رومية بلا رادع. هذه مسؤولية الدولة. لكن ماذا تفعل؟».




المنتدى العالمي للاستثمار

يلقي الرئيس نبيه بري اليوم كلمة امام «المنتدى العالمي للاستثمار 2014» الذي تنظمه الامم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي، يتحدث فيها عن التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة جراء الإرهاب. وتابع بري أمس مشاوراته على هامش اعمال المؤتمر الـ 131 للاتحاد البرلماني الدولي مع رؤساء المجموعات العربية والاسلامية والآسيوية والافريقية، في محاولة للتوصل الى توحيد التوجه حول البند الطارئ للمؤتمر، المتعلق بالارهاب والقضية الفلسطينية، وكذلك توحيد الموقف من انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد.