نيويورك | فازت إسبانيا على تركيا، أمس، بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، وذلك بأغلبية ١٣٢ صوتاً مقابل ٦٠ في انتخابات عقدتها الجمعية العامة. ويبدو أن التصويت كان صدمة لتركيا بعدما ظهر أن الدول الغربية تخلت عنها، والدلالة أن دولة واحدة فقط من أصل ١٩٣ امتنعت عن التصويت. وبعبارة أخرى فإن كل الدول حشدت للمعركة حتى تحقق مدريد الفوز، علماً بأن أنقرة حضرت على مستوى وزير خارجيتها، مولوت شاووش أوغلو، من أجل حشد الحملة الانتخابية.
وبذلك، تكون الجمعية العامة قد اختارت المقاعد الخمسة للعضوية غير الدائمة بعد فوز أنغولا بالتزكية عن المقعد الأفريقي لتحل محل رواندا التي تنتهي دورتها نهاية العام. وكذلك فازت ماليزيا بالتزكية بالمقعد المخصص لآسيا والمحيط الهادي والجزر الصغيرة محل كوريا الجنوبية، فيما حلّت فنزويلا في مقعد أميركا اللاتينية وبحر الكاريبي بدلاً من الأرجنتين. أما التنافس الأكبر، فكان على مقعدين لغرب أوروبا والدول الأخرى محل أستراليا ولوكسمبورغ، وفازت بهما إسبانيا ونيوزيلندا.
على نحو مرتبط بالنتيجة الأخيرة، جاء في موقع "فورين بوليسي" الأميركي أن المفاوضات الأخيرة مع تركيا أسفرت عن تصلبها في اشتراطها موافقة أميركية على إنشاء منطقة آمنة. وقدّر الموقع أن تراجع واشنطن "سيؤدي إلى بقاء أنقرة خارج السرب"، مضيفاً: "إدارة الرئيس (باراك) أوباما تقترب من الموافقة على شرط أنقرة" بناءً على تصريح رئيس هيئة الأركان، مارتن ديمبسي، لشبكة ايه بي سي. وكان الأخير قد قال إن "ظروف التطورات في المستقبل قد تعيد خيار (المنطقة الآمنة) ليكون جزءاً من أهداف الحملة".
في السياق، نقل الموقع أن قادة الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، في الكونغرس يمارسون ضغوطاً على الإدارة، ولا سيما رئيس لجنة القوات المسلحة، الديموقراطي كارل ليفين، من أجل تبنّي إنشاء "ملاذ آمن على طول الحدود مع تركيا، على أن تحرسه القوات البرية التركية مع حماية جوية من قوات التحالف".
مع ذلك، لم يتوقف الجدل، وفق "فورين بوليسي"، على موافقة أوباما، لأنها تنطوي على "تعقيدات كثيرة لما يتضمنه القرار من توجه للولايات المتحدة صوب الرئيس السوري بشار الأسد". كذلك فإن "الملاذ" ينطوي على "خطر انكفاء المعركة الراهنة ضد الدولة الإسلامية، إذ ستضطر واشنطن وحلفاؤها إلى شن حرب متوازية على جبهتين".
ومن بين العقبات التي تعترض إقامة منطقة الملاذ الآمن "تباين التفسيرات والتصريحات للمسؤولين الأميركيين حول المقصود من مصطلحي منطقة آمنة وكذلك منطقة حظر الطيران"، وفي سبيل ذلك نقل الموقع على لسان القائد السابق للقوات الأميركية في أفريقيا، كارتر هام، قوله إن إنشاء منطقة حظر للطيران ينطوي على "عمل عسكري عدائي سيؤدي إلى وقوع عدد كبير من الخسائر البشرية ومضاعفة مدى الخطر الذي ستتعرض له قواتنا". أيضاً، كانت الكلفة المادية لإنشاء المنطقة حاضرة في المشهد، فقد يرتفع معدلها إلى مليار دولار شهرياً على مدى عام كامل!