انفرط عقد التحالف بين حركة امل وحزب الله في اكثر من بلدية في الجنوب. وباتت مجالس بلدية عدّة مهددة بالحل نتيجة استقالات جماعية متبادلة.منذ نحو شهرين، قدم 5 أعضاء من اصل 9 يؤلفون مجلس بلدية صفد البطيخ، محسوبين على حزب الله، استقالاتهم أمام قائمقام بنت جبيل خليل دبوق، على خلفية نزاع سابق مع رئيس البلدية. ومنذ 3 أعوام تقريباً حصل خلاف بين رئيس البلدية وحزب الله في البلدة بسبب اعتراض الرئيس على «استملاك جمعية الباقيات الصالحات أرضا مشاعا، (حوالى 500 متر مربع) لانشاء مسجد عليها»، بحسب رئيس البلدية،

الذي قال إن « اعتراضه سببه وجود اتفاق سابق بين أبناء البلدة، موقّع عام 1956، يؤكد على حق مسيحيي البلدة في التصرف والانتفاع بنصف هذه الأرض، الأمر الذي أدى الى الخلاف ومقاطعة حضور جلسات المجلس البلدي من الأعضاء الأربعة، الذين يمثلون الحزب». قبل نحو شهرين جرى تعيين أمين صندوق للبلدية، بعد امتحانات أشرف عليها محافظ النبطية، فاعترض أحد أعضاء البلدية، المحسوب من حصة حركة أمل، فانتقل الى حصة حزب الله، لتصبح حصة الأخير خمسة أعضاء، قدموا جميعهم استقالاتهم بهدف حلّ المجلس البلدي».
سبعة أعضاء من مجلس بلدية الكفور (النبطية) قدموا استقالاتهم دفعة واحدة

لم يمض شهر حتى استقال 5 أعضاء من أصل 15 عضواً في مجلس بلدية شقرا ودوبيه، محسوبين على حركة أمل. وأحالوا السبب على «التهميش الكبير الذي تعرضنا ونتعرض له في العمل البلدي»، وأشاروا في بيان لهم الى أنه «جرت عدة محاولات لتصحيح الامور، ولكن نظراً إلى عدم قدرتنا على تغيير واقع الحال في البلدية، قدّمنا استقالاتنا الى قائمقام بنت جبيل».
منذ ثلاثة أيام، في بلدية بيت ليف (بنت جبيل)، قدم 7 أعضاء استقالاتهم دفعة واحدة امام القائمقام، من بينهم الرئيس واحد الاعضاء المحسوبين أصلاً على حركة أمل، اضافة الى خمسة أعضاء محسوبين على حزب الله، وبذلك اصبحت البلدية معطّلة بالكامل بانتظار قرار القائمقام قبول الاستقالة او رفضها. وقال عضو المجلس البلدي عماد نصرالله (المحسوب على حركة أمل) إن «هذه الاستقالة قد تكون مرتبطة باستقالات حصلت في بلديات أخرى في المنطقة»، لافتاً الى وجود مطالب لحزب الله، اذ إن الرئيس ونائبه وامين الصندوق والكاتب محسوبون على حركة أمل، واوضح ان الحزب «أراد تعديل ذلك في مناسبة طلب رئيس البلدية اعفاءه من مسؤولياته منذ عام تقريباً، ليُنتخب رئيس مكانه، ولم يحصل الاتفاق على ذلك». وكان أحد الأعضاء المنتخبين عام 2010، كان قد طُعن بعضويته بعد الانتخابات لكون عمه عضوا في البلدية، ما جعله يقدم استقالته، ليبقى في المجلس البلدي 14 عضواً. فعمل الحزب على تقديم استقالات 7 أعضاء، من بينهم جميع المحسوبين على حزب الله. يذهب مختار البلدة محمد اسماعيل الى أن «من أهم أسباب الاستقالة المشكلات الكثيرة التي حصلت داخل البلدية، وعدم امكانية اصدار قرارات بسبب عدم التوافق عليها، اضافة الى الخلاف الحاد على اختيار رئيس جديد للبلدية، بعدما ترشح ثلاثة أعضاء محسوبين جميعهم على حركة أمل».
يذكر ان سبعة أعضاء من مجلس بلدية الكفور (النبطية) من بينهم نائب الرئيس، قدموا استقالاتهم دفعة واحدة أيضاً الى محافظ النبطية، في 22 آب الماضي، كما قدم 4 اعضاء جدد من بلدية ميمس استقالاتهم لدى قائمقام حاصبيا، ليرتفع عدد المستقيلين من المجلس البلدي، الى عشرة من اصل 12 عضوا، مما يفقد المجلس النصاب القانوني، وبالتالي باتت البلدية بحكم المحلولة، بانتظار ان يصدر قرار بهذا الشأن عن وزارة الداخلية، وقد جاءت الاستقالة الجماعية على خلفية رفض رئيس البلدية التزام ميثاق الشرف، القاضي باستقالته في نهاية شهر حزيران الماضي، وتسليم رئاسة المجلس لاحد اعضاء المجلس.