جولة النائب وليد جنبلاط إلى خلدة وعرمون والاشتباك السياسي المستجدّ بين حزب الله وتيار المستقبل كانا الموضوعان البارزان في نهاية الأسبوع المنصرم، فيما يُفتتح الأسبوع الجديد بمجموعة من الملفات الدسمة، تبدأ بانتظار التوافق على موضوع التمديد. ويتوقّع أن تتكثّف الاتصالات السياسية للوصول إلى إخراج للتمديد الذي تنتهي ولايته في 20 تشرين الثاني. مجلس النواب المتوقف عن التشريع، والمتخلّف عن القيام بواجبه في انتخاب رئيس للجمهورية، سيتوجّه نوابه غداً إلى القاعة العامة لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين،وأعضاء اللجان النيابية، بدعوة من رئيس المجلس نبيه برّي.
وقد نفت مصادر نيابية لـ«الأخبار» أن «تكون هذه الجلسة فرصة لتمرير التمديد، فهي ليست جلسة تشريعية بل جلسة روتينية يعقدها المجلس عند افتتاح عقد تشرين الأول من كل عام». وكشفت أن «جلسة التمديد قد تُعقد بين جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس، وجلسة انتخاب الرئيس المقررة في 29 الشهر الجاري، وأن هناك اتصالات لتمريرها بين هذين التاريخين».

الرئيس سلام متفائل!

ولا يزال ملف تحرير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة» يشغل الأوساط اللبنانية، في ظل غموض مريب يحيط بتفاصيل هذا الملف. وفي تطوّر لافت أمس، ذكرت معلومات صحافية أن المفاوضات المباشرة مع المجموعات المسلحة توقّفت لأسباب قسرية بحسب بعض الوسطاء. وأعلن بعض الوسطاء اللبنانيين أن حال الطقس في الجرود تحول دون تحركهم، إضافة إلى إرباك في صفوف جماعة «جبهة النصرة» ناجم عن وضع مستجد يتعلق بأميرها في القلمون «أبو مالك التلي».
مصادر وزارية:
أجواء سلام بشأن العسكريين المخطوفين أكثر تفاؤلاً
وأشاروا إلى أنهم توجهوا خلال الشهر الماضي أكثر من مرة إلى جرود عرسال لمقابلة «أبو مالك» بناءً على موعد مسبق، إلا أنهم في كل مرة كانوا يواجهون بأنه غير موجود وبأن أموراً طارئة قد استجدت وحتّمت غيابه. وكشفت المصادر أن «قيادياً في النصرة في القلمون يُدعى أبو عُمير هو الذي كان يتولى مواجهة الوسطاء والحديث معهم في مسألتي المقايضة والممر الآمن»، لافتة إلى أن «الجولة الأخيرة من المفاوضات والتي كانت منذ نحو ثلاثة أيام شهدت جدالاً ساخناً في العديد من المواضيع، ولا سيما موضوع الجيش، وانتهت من دون نتيجة». في المقابل، نفت مصادر وزارية ما قيل، مؤكّدة أن «أجواء الرئيس تمام سلام أكثر تفاؤلاً من قبل»، مؤكدة أن «هذا الكلام لا يعني أن هناك تطورات إيجابية، لكن في الوقت نفسه لا مؤشرات سلبية بشأن الملف».

جنبلاط يستكمل جولته

في غضون ذلك، تابع جنبلاط جولاته المناطقية لفتح خطوط مع كل القوى والأفرقاء. وأمس استكمل جولته بزيارة قام بها إلى منطقة خلدة والتقى خلالها عشائر البلدة. وشدد جنبلاط على «ضرورة الوقوف وراء الجيش الذي يخوض معركة قاسية جداً، وتحصينه سياسياً». ومن عرمون، دعا الى «إقامة المصالحة المطلوبة والضرورية بين العشائر والأهل في القنيطرة ودرعا والسويداء وحوران». وأكد أن «عرمون أصبحت جزءاً من بيروت والضاحية». وفي المحطة الأخيرة من جولته، تمنى جنبلاط أن يكون لهذه المنطقة اتحاد بلديات لأنه «كلما توسع التنسيق بين المحيط كلّما كان ذلك أفضل». وأضاف «سأعمل مع وزير الصحة وائل أبو فاعور على تطوير مستشفى قبرشمون وهناك لجنة خاصة للمستشفى لا بد من دعمها، كما سأعمل جاهداً لإقفال مكب الناعمة في التوقيت الذي وعدت به، وأقول ربما لأن هناك مصالح معينة كبرى وشخصية تبدو حتى اللحظة أكبر من الدولة».

مقبل في طهران

من جهة أخرى، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني لدى استقباله وزير الدفاع سمير مقبل أمس أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية والى جانب استعدادها لتقديم الدعم التسليحي للجيش اللبناني، جاهزة لنقل تجاربها للنهوض بالأمن في لبنان والمنطقة ومكافحة التيارات الإرهابية». وأشار إلى أن «دعم لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة لا يزال في صلب سياسة طهران». بدوره أعرب مقبل عن ارتياحه لزيارة إيران، وأشار الى «ضرورة سد حاجة الجيش اللبناني إلى الأسلحة المتطورة»، معتبراً أن هذه «الخطوة تقود الى زيادة القدرة العملانية للجيش في مواجهة الجماعات الإرهابية والحفاظ على استقرار وأمن هذا البلد».
وأعلن وزير التربية الياس بو صعب «أننا كتكتّل تغيير وإصلاح مع أي تسليح للجيش اللبناني دون أي قيد أو شرط»، لافتاً الى «أننا ننتظر عودة الوزير مقبل من إيران لنعرف ماذا تتضمن هذه الهبة ونناقشها في مجلس الوزراء».
وفي سياق آخر، استقبل سلام في دارته في المصيطبة رئيس وزراء فلسطين رامي الحمدالله، ونائبه محمد عبدالله مصطفى، في حضور السفير الفلسطيني في اليونان مروان الطوباسي والسفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور والوفد المرافق.