اكتملت الاستعدادات لاستضافة فندق «كواليتي ـ إن» في طرابلس «اللقاء الطرابلسي لإعلان الثوابت الوطنية». وسيكون المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رؤساء الطوائف الدينية في المدينة، في مقر أبرشية طرابلس المارونية، بعد غد الأربعاء، بمثابة إطلاق صفّارة البداية له.
لكن تحدّيات كثيرة تعترض اللقاء قد تنعكس ضعفاً في المشاركة، أو انتهاءه بتوصيات تبقى حبراً على ورق نظراً الى تحفّظ كثيرين عليه شكلاً ومضموناً.
وهذه التحفظات بدأت تصل إلى منظمي اللقاء، وتحديداً دار الفتوى في طرابلس والأبرشيات المارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية والمجلس الإسلامي العلوي، أبرزها أن اللقاء الذي يفترض به أن يكون جامعاً لا يعقل أن تُغيّب عنه الأحزاب المسيحية الرئيسية، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الكتائب.
ومن الغائبين عن اللقاء الذي دُعي اليه رؤساء حكومات ووزراء ونواب حاليون وسابقون ونقباء المهن الحرة الحاليون، الأحزاب والقوى السياسية العلمانية، كأحزاب السوري القومي الاجتماعي والشيوعي والبعث. وتساءل بعض المعترضين عن المبرر لغياب هذه الأحزاب بغضّ النظر عن حجمها ونشاطها في هذه الفترة، وما الضرر من مشاركتها في إعداد وثيقة سياسية تعني أبناء المدينة جميعاً؟
كما أن من أبرز الغائبين القوى الإسلامية، وعلى رأسها هيئة العلماء المسلمين والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد الإسلامي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والتيار السلفي وغيرها، وهي قوى لها تمثيلها القوي في الشارع الطرابلسي، وأثبتت مؤخراً أنها تملك، كليّاً أو جزئياً، مفتاح التوتر والتهدئة في المدينة.
كذلك تبرز إشكالية دعوة النائب السابق علي عيد. ورغم ان عدم حضوره مؤكد، فإن مجرد حضور ممثل عنه وإلقائه كلمة سيمثل حرجاً للمنظمين الذين سيواجهون باستياء كبير، لكون عيد متهماً ـــ عبر مقربين ـــ منه بالتورط في تفجيري مسجدي التقوى والسلام.
المخاوف من «تفجير» المؤتمر من الداخل لا تقتصر فقط على احتمال حضور عيد أو من يمثله، إذ إن هناك خشية أيضاً من أن يفجّره النائب السابق مصباح الأحدب، وخصوصاً أن هجومه أخيراً على تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي، وإشارته إلى أن في طرابلس 10 آلاف شادي مولوي وأسامة منصور، ينذران بأن اللقاء يحمل في بذوره أكثر من «لغم».