القاهرة | يتعرّض الإعلامي أحمد موسى المحسوب على نظام محمد حسني مبارك والمعادي لـ»ثورة يناير» لأكبر حملة هجوم منذ ثلاث سنوات. حملة فتّشت في أرشيف مقالات موسى، وزادت حدّتها مع ظهور هاشتاغ «هنحبس أحمد موسى». قبل «ثورة يناير»، كان موسى مجرّد إعلامي يُشارك عمرو أديب في تقديم برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت». وبينما كان الكل يتوقّع أن ينزوي بعيداً على أثر انتفاضة ميدان التحرير، إلا أنّه عاد هذه المرة مقدّماً لبرنامج «الشعب يريد» على قناة «التحرير» التي فقدت سريعاً طابعها الثوري بعد أشهر على انطلاقتها عام 2011.

ظهور موسى على «التحرير» بدأ خجولاًً، وخصوصاً مع تمتع العديد من الإعلاميين وقتها بدعم الثورة التي لم تكن قد رفعت الراية البيضاء بعد. كذلك، كان التنوّع الظاهري في القماشة السياسية المصرية من مصلحة المذيعين الأكثر حيادية، فيما يعبّر موسى دائماً عن وجه واحد فقط هو وجه نظام مبارك. ومع انطلاق الحملة الإعلامية ضدّ نظام الإخوان، بدأ موسى يجذب الانتباه، فالتف كارهو الثورة حوله بعدما كان الالتفاف فقط حول الإعلامي توفيق عكاشة مالك قناة «الفراعين». بالتزامن مع اقتراب عبد الفتاح السيسي من قصر الرئاسة، انتقل موسى إلى قناة «صدى البلد» (محسوبة على مبارك ورجال أعماله) في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وهو يقدم حالياً برنامج «على مسؤوليتي». وتوقّع بعضهم حتى من داخل تحالف «30 يونيو» تراجع موسى بعد استقرار الوضع وخروج الإخوان نهائياً من المعادلة بوصول السيسي إلى الحكم.
بات الأكثر مشاهدة وفق الإحصاءات الأخيرة لـ ipsos
لكنّ سطوة موسى ازدادت وبات الإعلامي الأكثر مشاهدة وفق الإحصاءات الأخيرة لشركة ipsos. وواصل موسى استضافة شخصيات تدّعي أنّها تملك ما يُدين ثوار التحرير، مع بثّ فيديوات التقطت من جهات غير معلومة في شقق تحيط بالميدان خلال الثورة تتهم من يظهرون فيها بالتخطيط لاستمرار الحراك الشعبي بفبركة الصور ونشرها عبر مواقع التواصل.
الحملة الأخيرة والمستعرة على موسى تزامنت مع التأكّد من عدم جديّة النائب العام المستشار هشام بركات في تحريك البلاغات ضد خمسة إعلاميين (الأخبار 10/10/2014)، من بينهم موسى بتهمة تشويه «ثورة يناير» التي نصّ الدستور على احترامها. الأغرب أن السيسي نفسه يُطالب باحترام الثورة، لكن موسى الذي يُعدّ من أكبر داعميه يرفض الالتزام بذلك. هذا الأمر نقل الصراع بين رئيس قسم الحوادث السابق في جريدة «الأهرام» و»ثوار يناير» إلى مستوى أكثر سخونة في الأيام الثلاثة الأخيرة، إذ دشّن بعضهم هاشتاغ تحت عنوان «هنحبس أحمد موسى»، قرّروا من خلاله الاستجابة لدعوة الناشط حسن شاهين لتقديم سلسلة من البلاغات ضد موسى، تتهمه فيها بارتكاب العديد من الجرائم التى يعاقب عليها القانون. أولى تلك الجرائم قيام المذكور بالتحريض على قلب نظام الحكم وإثارة الفتنة بادعاءاته المضلّلة بأنّ «٢٥ يناير» مؤامرة في ظلّ اعتراف النظام الحالي بها. كما أنّ ادعاءه بأنها مؤامرة يطعن في كل الإجراءات التي ترتّبت على ما بعد «يناير»، آخرها انتخاب السيسي رئيساً. وإذا كانت «يناير» مؤامرة، فهو يدعو بذلك إلى إسقاط السيسي وعودة المخلوع مبارك، وفق ما نشره موقع «بوابة يناير». وخصّص الإعلامي محمد الدسوقي رشدي في قناة «النهار اليوم» الجزء الأول من حلقة الأحد الماضي من برنامجه «الصحافة اليوم» لاستعراض مقالات كتبها موسى في جريدة «الأهرام» ولا تزال في الأرشيف. في تلك المقالات، أكّد موسى ترحيبه بالثورة وشبابها وبأحد رموزها محمد البرادعي، وفي مرحلة أخرى كان يدافع عن الرئيس المعزول محمد مرسي. وطالب رشدي الجمهور بالتحقق من تحوّلات موسى السياسية قبل تصديق ما يبثّه حالياً ضدّ «يناير» والميدان. الحملة على موسى مرشحة للتصاعد، وخصوصاً أنّه يصرّ على عدم التراجع ويتحدّى جميع الجهات التي لجأ إليها الغاضبون منه.