قطع أمس عدد من أفراد عائلة المخطوفين خالد أحمد الحجيري (23 عاماً)، ومصطفى هاني الحجيري (32 عاماً)، اللذين خطفهما مسلحون من منزلهما في تعلبايا، طريق سعدنايل ــ تعلبايا. ونصب الأهالي خيماً وقطعوا الطريق على المارة، وعلى سكان سعدنايل نفسها. وفيما حاولت فعاليات المنطقة تهدئة النفوس، أجّج خبر اختطاف خالد الحجيري على طريق رياق، أمس، الوضع بعدما ارتفع عدد المخطوفين الى خمسة.
وعقد معروف حمية، والد الشهيد الجندي محمد حمية، مؤتمراً صحافياً في منزله ناشد فيه "كل الغيارى" عليه وعلى ودم ابنه وعائلته، من أبناء المنطقة وعشائرها، إﺫﺍ ﻛﺎﻥ لديهم أﻱ مخطﻮﻑ من آل الحجيري، "ﺍلإﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﻛﺒﺎﺩﺭﺓ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ، أو إعطاءنا إشارة ما لنسعى لإطلاقهم"، مشدداً "على أن المخطوفين ليسوا سوى أﺑﺮﻳﺎء، ﺳﺒﻖ ﻭﺣﺪﺩﻧﺎ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺩﻡ ﺍﺑﻨﻨﺎ وهما ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺠﻴﺮﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ أﺑﻮ ﻃﺎﻗﻴﺔ".
وشدد حمية على أن الغالبية من أبناء عائلة الحجيري وعرسال "اتصلوا ونددوا بما حصل، وحتى إن بعضهم اعتذر"، نافياً مرة جديدة "ﻋﻼﻗﺔ آﻝ ﺣﻤﻴﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ أﺷﺨﺎﺻﺎً ﻣﻦ آﻝ ﺍﻟﺤﺠﻴﺮﻱ". وسأل: "لماذا التصويب على عائلة الشهيد محمد حمية وسائر آل حمية على أنهم المسؤولون عن عمليات الخطف، وتناسى الجميع أن هناك 30 عسكرياً خطفوا في عرسال، ﻭ30 شهيداً عسكرياً ومدنياً قتلوا في عرسال؟".
مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي تحدث إلى "الأخبار" عن "خطورة الوضع الأمني" الذي وصل إليه البقاع في الأيام الماضية، من عمليات خطف وتهديدات واتهامات متبادلة،
المفتي الرفاعي:
الفتنة قد تخرج من سعدنايل وتشمل كل لبنان


موضحاً أن اتصالات مكثفة جرت في الساعات القليلة الماضية على المستوى السياسي والديني، وأن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومستشار النائب سعد الحريري، نادر الحريري اليوم (أمس) في مجلس النواب، والضغوط التي حصلت، أثمرت مساء أمس الإفراج عن خالد ووليد الحجيري اللذين تسلمتهما مخابرات الجيش في البقاع، وسلمتهما الى ذويهما ليلاً.
وفيما تردد في وقت لاحق أنه قد يفرج عن مخطوف ثالث، أوضح المفتي الرفاعي لـ"الأخبار" أن "لا وعود فعلية لليوم (الأربعاء) بإطلاق مخطوف ثالث، ولا حتى الكشف عن مصير المخطوفين الثلاثة البقية، وأن الأمور رهن الاتصالات التي ستتواصل من أجل الإفراج عن البقية"، مشدداً أن أهالي المخطوفين "ما زالوا على سخطهم واستيائهم وغضبهم رغم إطلاق مخطوفين وإعلانهم كبادرة حسن نية رفع الخيم وفتح الطريق، وأن التعديات على الطرقات وعمليات الخطف تصبّ في خانة الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة". وأضاف أن عائلات المخطوفين "لن يهدأوا إلا بعد الإفراج عن المخطوفين الثلاثة"، ومن بينهم "أبو خالد القطشة" الشخص الذي "يسجل له دائماً إصلاح ذات البين في كل حادثة حصلت في المنطقة"، كاشفاً أنه خطف أثناء توجهه لمتابعة العلاج من إصابة تعرض لها أثناء محاولة اغتيال علي الحجيري على طريق بعلبك ـ حمص الدولية.
وناشد المفتي الرفاعي الجميع التحرك سريعاً "للجم الفتنة في المنطقة وتلافي ما يمكن أن يحصل، لأن الأمور قد لا تبقى في سعدنايل ومن الممكن أن تتوسع لتشمل لبنان"، مشدداً على أن من يخطف يخدم "خاطفي العسكريين خلف الحدود، الذين يسعون الى الفتنة، ولذلك ينبغي أن نكون صفاً واحداً في مواجهة الخطر القادم".
على الصعيد نفسه، عقد اجتماع موسع في دار الفتوى في برالياس (أسامة القادري)، للتوصل الى موقف موحد للضغط للإفراج عن المخطوفين. وترأس الاجتماع مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الذي شدد على دور العشائر لأنها تتصف بالمروءة والصدق، «لأن العشيرة مبدؤها المروءة، والمروءة هي نبذ الخاطف والوقوف الى جانب المخطوف». وناشد الدولة العمل بجدية للإفراج عن المخطوفين. وأجرى الميس اتصالات مع نادر الحريري والقيادات الامنية والعسكرية، ووعدوه بالإفراج عن المخطوفين اليوم (أمس). بدوره، لفت رئيس هيئة العلماء المسلمين السابق عدنان أمامه الى ضرورة تشكيل هيئة يرأسها المفتي الميس، للقاء حزب الله وقياداته في المنطقة، لوضع وثيقة يتحمل الطرفان فيها مسؤولية حل أي خلل أمني، ما لاقى قبولاً لدى جميع الفعاليات.