القاهرة | فتحت السقطة التي وقع فيها المنتج محمد السبكي على الهواء مباشرة الإثنين الماضي عبر برنامج «من الآخر» (يقدمه تامر أمين على «روتانا مصرية») الباب أمام الجدل حول ألاعيب الموزّعين التي ضربت شباك التذاكر خلال موسم عيد الأضحى.رغم الهجوم على أفلامه هو وشقيقه أحمد، لم يفكّر محمد السبكي في الاعتذار عن مضمون أيّ من الأفلام، أو ما يرد فيها غالباً من مشاهد عنف ورقص وألفاظ يرى البعض أنها تندرج ضمن قاموس الإسفاف، لكن السقطة التي وقع فيها قبل أيام على قناة «روتانا مصرية» دفعته إلى الاعتذار في اتصال ببرنامج «من الآخر» أوّل من أمس الثلاثاء. الاعتذار لم يكن للجمهور فقط، بل للمنتج محمد حسن رمزي رئيس «غرفة صناعة السينما» أيضا، وللإعلامي تامر أمين مقدّم البرنامج. بدأت القصة بمواجهة ساخنة بين السبكي ورمزي في حضور تامر في حلقة مساء الاثنين الماضي. فقد استفز رمزي السبكي، مؤكداً أنه تعرّض للإذلال هذا الموسم من منافسيه بعد حصار فيلمه الجديد «حديد» (سيناريو مصطفى سالم وإخراج أحمد البدري) واستحواذ فيلم «الجزيرة 2» (كتابة محمد دياب وإخراج شريف عرفة) على معظم دور العرض. ذلك كان التصرّف نفسه الذي يقوم به السبكي عندما كان ينتج أفلاماً تتمتع بجماهيرية، حيث كان يُجبر دور العرض على عدم إعطاء فرص مساوية لباقي الأفلام. كلام رمزي لم يُعجب السبكي، فأطلق صوتاً يعدّه المصريون سباً بذيئاً، ثم وصف رمزي بـ«العبيط» مرتين، لتتفاعل القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في البداية حاول السبكي التملّص من الموقف والادعاء بأنه «زور» أثناء شرب الماء، ولم يطلق الصوت المقصود، لكنه اضطر لاحقاً إلى الاعتذار، مؤكّداً أن الانفعال هو السبب. وعندما سأله تامر أمين هل ستعتذر لرمزي أيضاً؟ قال إن رمزي صديق عمر والخلاف لن يستمر طويلاً. هكذا انتهت الأزمة الخاصة بما جرى على الهواء، لكن لا حديث للمهتمين بـ«هوليوود الشرق» التي تحاول النهوض مجدداً، سوى مافيا الموزّعين التي استفحلت هذا الموسم، تحديداً بسبب كثرة عدد الأفلام المطروحة في موسم العيد (9). ما جعل أصحاب المجمّعات السينمائية عرضة للضغوط من بعض المنتجين. ولأوّل مرّة، وقف السبكي وشقيقه أحمد في موقع الضحية تحت ضغط الإقبال الجماهيري على فيلم «الجزيرة 2» للمنتج هشام عبد الخالق، وفيلم «واحد صعيدي» (سيناريو الراحل عبد الواحد العشري وإخراج إسماعيل فاروق) للمنتج وليد صبري. وظهر التلاعب في اتجاهات المشاهدة عبر رفع الأفلام من بعض الصالات قبل مرور يومين على انطلاق الموسم. يذهب المتفرج إلى مجمّع سينمائي فيه 10 شاشات مثلاً، ويعلن عن عرض كل الأفلام الجديدة، لكنه يجد ثلاثة أو أربعة منها فقط والباقي غير متاح للمشاهد. ما يدفع المتفرّج لمشاهدة الأفلام المتاحة فيما تنشر الصحف أن إيرادات باقي الأفلام هزيلة رغم أنها لم تحصل على فرصتها الكاملة. المتعارف عليه أنه لا يحقّ لدار العرض سحب أيّ فيلم من شباك التذاكر إلا بعد مرور أسبوع كامل على طرح الفيلم، وفشل المنتجون الصغار في المواجهة طبعاً، فيما اضطر محمد السبكي وأحمد السبكي صاحب فيلم «حماتي بتحبني» (كتابة نادر صلاح الدين، وإخراج أكرم فريد) لخوض حرب إعلامية عصبية أدّت في النهاية للسقطة التي وقع فيها السبكي، الذي وجّه في مداخلات تلفزيونية أخرى الفاظاً قاسية لمنافسيه. ووصف المنتج وائل عبد الله بأنه "كلب ووجد عظمة" بسبب غيابه الطويل عن الانتاج ثم عودته بفيلم «الجزيرة 2» محاولاً فرضه وحده على الساحة. من المتوقع أن تتفاعل الأزمة في كواليس السوق التي يحتكرها عدد قليل من الموزّعين والمنتجين، إذ يبحث الجمهور في مصر عن مخرَج يحمي اختيارات المستهلك من ألاعيب كبار التجّار أو المنتجين حيث لم يعد هناك فرق.