يتوقع بعض مستوردي وتجار المحروقات في لبنان أن تنخفض أسعار المشتقات النفطية إلى مستويات متدنية. فالبنزين بفئتيه 95 أوكتان و98 أوكتان سينخفض بقيمة 600 ليرة هذا الأسبوع، وبقيمة 600 ليرة أيضاً في الأسبوع المقبل، والمازوت بفئتيه الأخضر والأحمر سينخفض بقيمة 500 ليرة هذا الأسبوع، وبقيمة مماثلة الأسبوع المقبل. أما حصيلة تراجع الكيلوليتر الواحد من الفيول أويل خلال الأسبوعين، فستكون 40 دولاراً.
هكذا، ستتراجع الأسعار بين صباح اليوم وصباح الاربعاء المقبل (يصدر جدول تركيب الأسعار صباح كل أربعاء)، لتصبح موازية لما كانت عليه عام 2008، ولتصبح على النحو الآتي: 29100 ليرة لصفيحة البنزين 95 أوكتان، 29800 ليرة لصفيحة البنزين 98 أوكتان، 21700 ليرة لصفيحة المازوت الأحمر، 22100 ليرة لصفيحة الديزل أويل (مازوت أخضر).
في الواقع، لم تشهد السوق المحلية مثل هذه الأسعار إلا في عام 2008، أي قبل ست سنوات، حين كان سعر صفيحة البنزين يراوح بين 23 ألف ليرة و32 ألف ليرة، وكان سعر صفيحة المازوت يراوح أيضاً بين 13 ألف ليرة و39 ألف ليرة للصفيحة الواحدة. وفي موازاة هذه الأسعار الرسمية، كانت هناك بورصة السوق السوداء الناتجة من المضاربات على المحروقات المهربة من سوريا، حيث الأسعار مدعومة. أما اليوم، فإن المضاربات ناتجة من النزاعات بين الدول المنتجة على الأسواق الاستهلاكية. فقد أصبحت سوق شرق آسيا مشبعة بكميات إضافية كبيرة من المحروقات، وهي لم تعد تستوعب كل هذه الكميات، ما أدى إلى انخفاض الأسعار. وفي التفاصيل، بحسب مصادر عاملة في تجارة المحروقات، فإن الصراع على الحصص الاستهلاكية في منطقة شرق آسيا تأجج بسبب دخول لاعبين جدد مثل نيجيريا وأنغولا عليها. فهاتان الدولتان لم يعد بإمكانهما تصدير المشتقات النفطية إلى أميركا، حيث بدأ إنتاج النفط الصخري ينمو بوتيرة سريعة ومؤثرة على منتجي النفط، فيما الدول المنتجة التي كانت لديها حصص كبيرة في هذه السوق ليست مستعدة للتنازل عنها بسهولة. وهكذا انخفضت الأسعار.