على الرغم من المواقف المعلنة للتيار الوطني الحرّ وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية، ورفض البطريرك بشارة الراعي القاطع للتمديد للمجلس النيابي، أعلن الرئيس نبيه برّي أمس خلال «لقاء الأربعاء النيابي» أنه يعتزم الدعوة إلى عقد الجلسة التي سيطرح فيها موضوع التمديد الأسبوع المقبل. ونقل النواب عن رئيس المجلس تأكيده أن «المداولات في هذا الموضوع لا تزال مستمرة وستستكمل في الأيام القليلة المقبلة». وشدد بري على أنه بعد التمديد سيعمد إلى «إحياء اللجنة المكلفة درس قانون الانتخابات النيابية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «انتخاب رئيس الجمهورية يبقى في صدارة الأولويات».مصادر نيابية في 8 آذار، أشارت لـ«الأخبار» إلى أن «برّي لم يكن ليدعو لجلسة الأسبوع المقبل لولا الإشارات الإيجابية التي تلقاها من لقائه بالنائب ميشال عون والنائب جورج عدوان، عن أن القوات والتيار ليسا في وارد الطعن بالتمديد».

وقالت المصادر إن «القوى المسيحية تتنافس في ما بينها على الخطاب الإعلامي في رفض التمديد ليس أكثر، وهي تعلم أن البلد على المحكّ، وأن جميع الجهات المحلية والإقليمية والدولية لا تريد تغييراً في ميزان القوى الآن، وما قد ينتج منه من سقوط الصيغة الحالية من دون أفق لصيغة جديدة».
بدوره، قال رئيس «القوات» سمير جعجع في مؤتمر صحافي إن «التمديد أكبر عملية غش في الوقت الحاضر، باعتبار أن الحكومة عملياً لم تحضر للانتخابات النيابية، وأكثر من يعارض هذا التمديد هو فريق موجود داخل الحكومة». وسأل: «كيف يمكن هذا الفريق ان يعارض التمديد، وفي الوقت عينه يشارك في الحكومة ولم يحرص على تحضير الانتخابات النيابية قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي في 19 تشرين الثاني؟».
من جهته، أطلق الراعي موقفاً عنيفاً من تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمس إلى 29 تشرين الثاني، وهي الجلسة 14 التي تفشل في انتخاب الرئيس أو لا يكتمل نصابها. وقال الراعي الذي يقوم بزيارة رعوية لأوستراليا إن «نوابنا الكرام لم ينتخبوا رئيساً، وأصبحنا في الشهر السادس من دون انتخاب رئيس للجمهورية، لأن كل فريق من الفريقين السياسيين ينتظر من سينتصر السنّة أو الشيعة، السعودية أو إيران النظام في سوريا أو المعارضة... يحتاج الأمر إلى عصا... نعم حان الوقت»! وأضاف: «لا يمكن أن اقبل باسم كل شعبنا هذه النيات المستترة بعدم انتخاب رئيس، ولا أريد الشك بأحد، فهو يعرف نفسه».
ورفض الراعي الحديث عن «مؤتمر تأسيسي»، كما «أي بحث في المثالثة... لأن معنى ذلك التعرض للميثاق. الحديث عن المثالثة يعني طائرة بثلاثة أجنحة: سني وشيعي ومسيحي، وهذا ضد 94 سنة من حياة لبنان الميثاقية».
من جهة ثانية، زار النائب سامي الجميّل الرابية أمس رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الرابية، وأعلن أن «اللقاء كان ممتازاً». وأضاف ممازحاً: «حاولنا إقناع العماد عون بالنزول معنا إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية فلم يقتنع، ربما في المرة المقبلة». ومن المتوقّع أن يزور الجميّل اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية برفقة عضو المكتب السياسي سيرج داغر. وبحسب مصادر الكتائب، فإن «الجميّل يهدف من جولاته إلى الحوار بين المسيحيين»، و«هذه الجولة لا تندرج في إطار عودته الإعلامية، فهي لن يتبعها أي خطوة».
(الأخبار)