«كلمات... وتواريخ» التيمة التي اختارتها الجهة المنظمة (السفارة الفرنسية) مع شركائها (المعهد الفرنسي في لبنان، نقابة مستوردي الكتب في لبنان) وسفارات كندا، وبلجيكا، ورومانيا، وسويسرا، تأتي خيطاً ناظماً لـ «معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت» الذي انطلق أمس في «بيال» ويستمر حتى التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر). بعد «كلمات الآخرين» عنوان الدورة الماضية والجناح المفتوح على الآخرين لا سيما في مجال الترجمة، اتجه المعرض هذه المرة الى التاريخ، رافعاً شعار القصص التي هي «ذاكرة جَمعية تؤسسها الجماعات والمؤسسات والدول والأمم».
هذا العام، يحتفي المعرض بسنته الـ 21 مع باقة متنوعة من التواقيع واللقاءات والمحترفات عبر أكثر من 200 موعد لكتّاب فرنكفونيين مع جمهورهم وتوقيع لإصدارتهم الحديثة. واللافت هو طغيان الحضور اللبناني والعربي الفرنكوفوني على نظيره الفرنسي. وبما أنّ المعرض هذا العام يركّز على الشريحة الشابة، فقد استقبل في هذا الصدد عشرة كتّاب من الجيل الشاب سيلتقون بأكثر من 15 الف طالب من مدارس لبنان. الأجنحة الشبابية تشكل خاصيّة في هذا المعرض مع هذا «النهم» الذي يعتري الجيل الشاب في لقاء الكتاّب الفرنكفونيين المعاصرين الذين سيضعون بين أيدي هؤلاء إنتاجاتهم الأدبية والفنية بطريقة يتم من خلالها توجيه مشاريعهم المستقبلية الدراسية.
وللسنة الثالثة، تطلق جائزة «لائحة غونكور - خيار الشرق» التي تنظمها «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» بإشراف الأكاديمية الفرنسية العريقة «غونكور» الذي سيحضر منها هذا العام الكاتب والسيناريست ديدييه دوكوان، والكاتب الفرنسي سورج شالاندون المتوّج بالجائزة العام الماضي عن روايته «الجدار الرابع» (غراسيه) التي عرّبتها «دار الفارابي». طلاب من 5 بلدان (لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، مصر) انضمت اليها هذا العام السودان، وجيبوتي، والإمارات المتحدة، واليمن سيتنافسون في ما بينهم على قراءة ونقاش 8 روايات لأدباء فرنكفونيين اختارتهم «أكاديمية غونكور». على أن يعلن الفائز في نهاية المعرض (2/11 س: 16:00) بعد تقييم للجان التحكيم (26 لجنة) التي تترأسها الروائية اللبنانية الفرنسية نجوى بركات. طبعاً هذه الجائزة التي تدور في الفلك العربي الفرنكوفوني، ستشكل كما يرى القائمون فرصة للنقاش والتلاقي «وإعلاء الصوت وإبداء الآراء» كما قالت بركات خلال مؤتمر إطلاق الجائزة بداية الشهر الجاري. وللعام الثاني على التوالي، يُخصّص جناح للكتب العربية، إذ تشارك 19 داراً لبنانية في المعرض الفرنكوفوني، ضمن فسحة من التنوع الثقافي مع توزيع آخر إصدارات الدور اللبنانية وتعريف بالكتّاب بالتعاون مع «جامعة القديس يوسف».
ومن الدور اللبنانية الى عالم الأكاديميا والمهنية ولقاء يجمع خمسة كتاب فرنكفونيين (سورج شالاندون، اولمبيا البرتي، جورجيا مخلوف، فينوس خوري غاتا، وصلاح ستيتية) مع الطلاب الجامعيين بالتعاون مع «الجامعة اللبنانية» (فرع اللغة الفرنسية). أيضاً سيشكل المعرض مساحة للناشرين وأصحاب المكتبات ومستوردي الكتب في لبنان للتلاقي مع نظرائهم برعاية «المكتب الدولي للنشر الفرنسي» للبحث في سبل تطور أدب الشباب في العالم العربي وسبل مواكبة دور النشر للعالم الرقمي ومواجهة تحدياته. كما ستحضر دار «أكت سود» للإضاءة على نهجها في التصدير بوصفها إحدى أكبر الدور في فرنسا. الحوارات والنقاشات والتلاقح الثقافي ستختلط مع جانب بصري عبر المعارض الفنية. المصوّرة هانا آسولين ستضع بين أيدي الزوار صورها الملتقطة لأشهر الكتّاب العالميين أمثال باتريك مونديانو، جان ماري لوكيلزيو، أمين معلوف، فيما تحوّل معرض الفنان مازن كرباج الذي أقامه ضمن «معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت» العام الماضي إلى كتاب صدر عن «دار تاميراس».
إذاً، ها هي السنة الـ 21 للمعرض الفرنكوفوني تحلّ مع بقاء ظروف البلد السياسية والأمنية على حالها. لكن يظل لبنان وفق ما قال السفراء المشاركون بلداً يجمع قطبي الشرق والغرب ومساحة للتلاقي والتلاقح الثقافي، مع بهتان ملحوظ في أجندته، ما حال دون جديد في دورة هذا العام.

«معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت»: حتى 9 ت2 (نوفمبر) ـ «بيال» ــ
salondulivrebeyrouth.org