حمص | تظهر أولى بوادر الحل في حي الوعر الحمصي، إثر زيارة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا للمدينة. إدخال 12 ألف سلة غذائية يعتبر إنجازاً، وسط عراقيل تواجه التسوية السياسية الموضوعة على أولويات السلطات السورية، في الحي الواقع غربي المدينة. محافظ حمص طلال البرازي، الباقي في مركزه رغم تغييرات شملت المحافظين في أواخر الشهر الفائت، يؤكد أنّ المعارك في الحي قائمة في الجزيرة السابعة الخالية من المدنيين بشكل كلّي.
يعمل فريق عمل المحافظ مع فرق الأمم المتحدة العاملة على إدخال مساعدات إنسانية إلى المدنيين الذين يتجاوز عددهم 100 ألف شخص، وسط إحصائيات عن وجود 16 مركز إيواء داخل الحي، تضم 3400 شخص. أمرٌ يظهر البرازي من خلاله كما لو كان صاحب الملف السياسي في المدينة، الذي تسعى القيادة السورية إلى إتمامه دون أي عراقيل محتملة تتضمن تغييراً لم يأتِ أوانه. يبدو المحافظ مرتاحاً إلى سير الملفات التي يعمل على إنجازها، في ظل حالة من الرضى عن أدائه بين مسؤولين قياديين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. ويستشف الرجل من زيارة المبعوث الأممي للبلاد حرصاً على تجميد الصراع في حلب، في ظل دهشته أمام الواقع الحمصي، بعد التسوية الأخيرة في المدينة القديمة. 15% من سكان حمص القديمة عادوا إلى منازلهم، حسب المحافظ، ضمن الأحياء التي سكنها سابقاً 230 ألف نسمة. ويستقرئ البرازي حول مبادرة دي مستورا الحرص الغربي على تجميد الصراع، بهدف تحديد جدول زمني لاحقاً، لإيجاد حل نهائي للحرب القائمة، وهو جوهر مقابلته مع الرئيس بشار الأسد. يفاخر الرجل بأن الأهالي في حي الوعر ومناطق الريف الشمالي كالرستن وتلبيسة لا يثقون خدمياً إلا بالدولة السورية، وعلى رأس الخدمات التي يسارعون إلى الاستفادة منها الملف الصحي واللقاحات، بعد ويلات تعرّض لها الأطفال في أماكن سيطرة المسلحين. ويشير إلى 6500 طالب موزعين على 14 مدرسة داخل الحي الحمصي، في حين يبلغ عدد طلاب منطقة الحولة، شمالي حمص، 3000 طالب موزعين على 17 مدرسة.

في درعا... كرّ وفرّ

في سياق آخر، يسود الهدوء الحذر مدينة درعا خوفاً من سيارات مفخخة وصواريخ مُرسلة من الريف الشمالي. أما في الريف، فرغم حالة الهدوء والترقب التي تسود خطوط التماس، تواصل مدفعية الجيش السوري ضرب أهداف لمقاتلي «جبهة النصرة» في المناطق التي سيطرت عليها خلال الأيام الفائتة، ومنها مراكز تجمع المسلحين في كل من عتمان ونوى ومحيط تل أم حوران، إضافة إلى تجمعات في بصرى الشام، ما أدى إلى مقتل العشرات من مسلحي «النصرة».
مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ الاشتباكات لا تزال قائمة على الأطراف الشمالية الشرقية من قرية الشيخ مسكين، في حين نجم عن معارك الشيخ مسكين، في الريف الشمالي، مقتل «أبو محمد السوري» القيادي البارز في «جبهة النصرة».