بعد سنة وستة أشهر على وجوده في أحد مخيمات الإيواء في ألمانيا، يستفيض الشاب السوري، حيان ديب، في شرح «خيبة أمله». خلافاً للصورة النمطية حول هذا النوع من الهجرات، لم يجد حيان تسهيلات أوراق الإقامة ودورات التقوية في اللغة الألمانية تنتظره، بل «مبنى مهترئاً بدون خدمات مع غرفٍ صغيرة آوت عشرات الشبان والعائلات، وبعيداً عن الأسواق والمحال التجارية في المدن الرئيسية. ما يسمونه كامب، ليس في الحقيقة سوى خرابة يرفض الألمان حتى المرور بجانبها».
تجاوز حيان سنة وستة أشهر في المخيم، من دون أن ينجز أوراق إقامته بعد. ولذلك فالعمر «يمر من دون أي شيء يذكر. أقرأ بعض الصحف وأشاهد التلفاز طوال اليوم، على نحو روتيني قاتل».
تتفاوت تعقيدات معاملة إقامة اللاجئ من بلدٍ إلى آخر؛ فبينما تعدُّ الدول الاسكندنافية الأسرع نسبياً من حيث القبول وإنجاز المعاملة، تصبح المسألة أصعب كلما جرى الاتجاه غرباً، في وقت أصبح فيه اللجوء إلى بعض الدول العربية شبه مستحيل. ومع تنامي شبكات التهريب والتزوير في دول عدة (تركيا، اليونان، مصر، ليبيا...) شددت دول أوروبية واسكندنافية إجراءات الإقامة للسوريين. فباتت المعاملة التي كانت تتطلب ثلاثة أشهر لإنجازها، تحتاج إلى أكثر من سنة. ويرجع البعض التشديد إلى «قرار بإبقاء اللاجئين أطول فترة ممكنة في «الكامبات»، بهدف الاستفادة إلى أقصى حد من المساعدات الدولية الآتية إليهم»، يقول عمار حسن، اللاجئ في أمستردام.
في طريق الهجرة غير الشرعية، أجبر العديد من اللاجئين على أن يبصموا على أوراق دخول إلى الأراضي الإيطالية. للقوات الأمنية الإيطالية أساليب عدة لانتزاع البصمة. بين الترغيب والترهيب بصم أغلبية اللاجئين على أوراق الدخول إلى إيطاليا من دون إدراكهم تبعات ذلك. فبعد بقائهم في مخيمات اللجوء السويدية والألمانية لمدة تزيد على سنة، فوجئ بعض اللاجئين بقرارات بإبعادهم، لأن التحريات كشفت أن لهم بصمة في إيطاليا، وبالتالي عليهم العودة إليها. غير أن خيار العودة إلى إيطاليا يعدّ من آخر الخيارات التي يمكن أن يتبعها اللاجئ، إذ إنه على خلاف ألمانيا والسويد والنروج، «لا تؤمن الحكومة الإيطالية أي نوع من أنواع العمل أو السكن، كل ما ستؤمنه هو مبلغ 25 يورو شهرياً. واللاجئون في إيطاليا غالباً ما يفترشون الطرق، أو يعملون بإجهاد وبمعاشات لا تكفي لسد رمقهم»، يقول سماح زيدان، وهو صاحب تجربة اللجوء إلى عدد واسع من الدول. وكرد فعل على قرار الإبعاد إلى إيطاليا، خرج العشرات من اللاجئين في تظاهرات داخل مخيمات اللجوء السويدية.
لبنانيون وأردنيون بصفة لاجئ سوري!
في لقائه مع «الأخبار»، يكشف أحد المهربين الفلسطينيين السوريين عن حيلة يلجأ إليها عدد من اللبنانيين والأردنيين بهدف الحصول على جنسية أوروبية أو اسكندنافية، حيث يأتي هؤلاء بورقة مزورة تثبت ولادتهم. ولدى وصولهم إلى البلد المضيف بأحد قوارب الهجرة غير الشرعية، يدعون أنهم سوريون فقدوا كل أوراقهم على الطريق ولم يتبق لهم سوى هذه الورقة. «إذا سألك أحد المحققين عن الأوراق الثبوتية فعليك أن تبكي وتقول إن مقاتلي داعش أوقفوك على الطريق وصادروا أوراقك، وإن عودتك مهددة لأنك مطلوب لداعش أو للأمن السوري، وبهذه الحيلة لن يكشفك أحد».
1 تعليق
التعليقات
-
على قارعة الرصيف ارى هذا المقال مهم للاضاءة على معناة اللاجئين، ولكن عندي بعض النقاط التي لا بد من ايضاحها: لا يوجد مساعدات دولية في اوروبا للاجئين فكل دولة تمول وجودهم بنفسها، فلا يظن احداً ان الخليج مثلاً مهتم بالاجىئين. بالنسبة الى المانيا هناك قرار من 2011 بعدم ترحيل اي سوري، بسبب الحرب. اما فيما يختص البصم على آوراق الدخول الى الاراضي الاوروبية، فهذا برنامج اوروبي مختص بالبصمات للحماية من الاحتيال، لكي لا يقبض الاجئ من عدة دول بنفس الوقت، وهو مرتبط بجهاز كومبيوتر مركزي. يوجد في المانيا 43.000 لاجئ سوري ومنهم 37.000 لاجئ دخلوا بطريقة غير شرعية، وبالاحرى من الذين لم يغرقوا بالبحر. ولدى المانيا برنامج خاص لآستعاب 20.000 لاجئ سوري وقد قامت فعلاً بآستقبال عدة دفعات منهم،وقد نالوا كل حقوقهم من بيوت ودورات التقوية في اللغة الألمانية، واقامات وهم لا يحسبوا لاجئين. وهذا هو الفرق بين من يآتي عبر الطرق الشرعية والطرق الغير شرعية، فالاول يحصل على كل شئ مع عائلته، والثاني ان لم يغرق بالبحر، يموت بالغربة من قلة الاحترام. وما قاله المهرب غير واقعي، يمكن لاي احد ان يدعي بانه سوري، واضاع اوراقه الثبوتيه فلن يتم ترحيله، ولكنه لن يحصل على اي جنسية اوروبية، فلهذا شروط. ومنها الاقامة والعمل والاواراق الثبوتيه. الخ.