منذ فجر أمس، تتواصل الاشتباكات في مناطق عدة من القدس المحتلة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وخاصة أن الشبان تصدوا للاحتلال وخاصة في مخيم شعفاط شمال شرق المدينة، حيث اضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من دون تنفيذ قرار رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، هدم بيوت الشهداء منفذي العمليات الاستشهادية في الأيام الأخيرة.
رغم ذلك، سُلمت عائلات الشهداء إخطارات بالهدم خلال 48 ساعة من تاريخ أمس، وهي عائلة الشهيد إبراهيم العكاري في شعفاط الذي نفذ عملية دهس قتل فيها شرطي ومستوطن وأصيب آخرون، وأيضاً عائلة الشهيد معتز حجازي (حي الثوري) الذي اغتيل في بيته بعدما حاول قتل حاخام متطرف يدعى ايهودا غليك. وأخيراً سلمت عائلتا الشهيدين عدي وغسان أبوجمل أمراً عسكرياً بهدم منزليهما الكائن في حي جبل المكبر (جنوب شرق القدس) ضمن المدة نفسها، وهما منفذا العملية الأخيرة في الكنيس.
ومع أن لدى هذه العائلات فرصة لتقديم التماس ضد القرار حتى ظهر غد، فإن من غير المتوقع أن يقبل هذا الالتماس وخاصة أن الاحتلال فجر أول من أمس منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي في القدس.
جيش الاحتلال يتحدث
عن تجارب أسبوعية لصواريخ المقاومة في غزة

كذلك، اندلعت مواجهات أخرى عند الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، حيث أعيد منع دخول المصلين إلا كبار السن، فيما اندلعت مواجهات لاحقة في باب حطة والبلدة القديمة ورأس العمود وسلوان. كما جرت حملة مداهمات اعتقل فيها عدد من الشبان في الطور ووادي الجوز وبلدة العيسيوية التي شهدت اشتباكات عنيفة، وذلك في ظل إغلاق كامل لبلدة صور باهر (جنوب القدس) إضافة إلى بلدة طوبى، وجبل المكبر.
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال، أمس، أن دهس ثلاثة من جنوده شمال الخليل (جنوب الضفة المحتلة) قبل نحو أسبوعين هو هجوم فلسطيني مدبر، ولم يكن حادث سير كما ادعى السائق في البداية. وذكرت القناة العبرية الثانية نقلاً عن مصادر عسكرية قولها: «في ختام التحقيقات حول الجيش إلى نتيجة قاطعة مفادها أن منفذ العملية كان يهدف إلى قتل الجنود عن سبق الإصرار، ولم يفاجئ بهم السائق (همام المسالمة» كما جاء في رواية الجيش في اليوم التالي للعملية.
وكانت عائلات الجنود قد احتجت لدى الجيش بعد العملية على خلفية إعلان الأخير أن الأمر لا يعدو كونه حادث سير عرضياً، علماً بأن المسالمة، من الخليل، سلم نفسه للجيش الإسرائيلي في اليوم التالي بعد اعتقال معظم أفراد عائلته.
على صعيد آخر، سلّم جيش الاحتلال أوامر بهدم عشرات المنازل مع إخلاء أراض زراعية في منطقة الديوك الواقعة في الجزء الغربي من مدينة أريحا خلال 45 يوماً، «وإلا فإن الجيش سينفذ عملية الهدم مع تحميلهم مصاريف ذلك»، كما أفاد شهود عيان. ونقل الشهود أن قرارات الهدم تشمل 72 منزلاً تقع في المنطقة المصنفة (c)، مع أنهم يملكون أوراقاً ثبوتية للتصرف بهذه الأراضي منذ زمن انتداب الأردن.
إلى ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني، أمس، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل خلال عشرين يوماً من الشهر الماضي 400 مواطن في الضفة والقدس، ونالت المدينة المحتلة نصيبها باعتقال 190 غالبيتهم دون سن الـ 18. ويوم أمس وحده، جرى فيه اعتقال 21 مواطناً من مختلف محافظات الضفة، ما أعاد رفع عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 7 آلاف.
وفي تطور لافت، أعاد الاحتلال، أمس، الحكم السابق بحق أسيرين محررين في صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها «حماس» نهاية 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. والأسيران هما أشرف الواوي (طولكرم)، وحمزة أبوعرقوب (نابلس)، والاثنان من كتائب القسام (حماس). لكن هذا القرار يخالف ما تم الاتفاق عليه برعاية مصرية، ويفتح الباب على أحكام أخرى قد يعاد فرضها على من اعتقلوا من محرري الصفقة قبل أشهر.
أما في غزة، فادعى جيش الاحتلال، أمس، أن «حماس» كثفت أخيراً تجاربها الصاروخية في القطاع عبر إطلاقها باتجاه البحر، قائلاً إنه رصد إطلاق أربعة صواريخ تجريبية خلال 24 ساعة مضت. وقال المتحدث باسم الجيش، موتي ألوز، عبر «تويتر»، إن «حماس تطلق ما معدله صاروخاً تجريبياً أسبوعياً»، وذلك منذ انتهاء العدوان على القطاع قبل نحو ثلاثة أشهر. لكن ألوز دعا إلى تهدئة روع الإسرائيليين بقوله إنها تجارب روتينية.
كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقاله أمس ثلاثة فلسطينيين قال إنهم تسللوا عبر ثغرة في السياج الحدودي شرق خان يونس (جنوب) ودخلوا مجمع مستوطنات «أشكول». وذكر موقع «0404» العبري أن الثلاثة لم يكونوا مسلحين، وجرى اعتقالهم قرب موقع «كيسوفيم» العسكري، ثم نقلوا للتحقيق معهم لدى جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، فيما تشير مصادر محلية إلى اعتقال أكثر من 12 فلسطينياً تسللوا خلف الحدود منذ بداية شهر تشرين الأول الماضي في محاولة للبحث عن فرص عمل على ضوء الحصار الذي يعانيه القطاع.
(الأخبار، الأناضول)